بعد عامين من الدمار … افتتاح مجمّع المدارس الموقت في ميس الجبل!

افتتح اليوم، مجمع المدارس الموقت في ميس الجبل، بعد جهود ومساعي بلدية ميس الجبل بالتعاون مع مجلس الجنوب واتحاد بلديات جبل عامل وقبيلة آل الساعدي العراقية والهيئات التعليمية.

حضر حفل الافتتاح قائد الكتيبة النيبالية العاملة ضمن قوات اليونيفيل المقدم غانيش بانت مترئسا وفدا من ضباط اليونيفيل، رئيس مكتب مخابرات الجيش اللبناني في تبنين الرائد علي الدر، ممثل المنطقة التربوية في وزارة التربية في الجنوب علي فرحات، المسؤول التربوي لحركة “أمل” في اقليم جبل عامل الدكتور حسين عواركة ومسؤول المنطقة الخامسة يحيى جابر والمسؤول التربوي في المنطقة علي ياسين والمسؤول التنظيمي في ميس الجبل عباس زهر الدين، مسؤول العمل البلدي في منطقة الجنوب الاولى في “حزب الله” علي الزين ومعاون مسؤول قسم التربية في المنطقة حسين الهادي ومسؤول التعبئة التربوية في قطاع الحجير حسان حسن ورابط الحزب في ميس الجبل حسين حمدان، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل المهندس قاسم حمدان، رئيس بلدية ميس الجبل حبيب قبلان ونائبه عباس عطوي، مديرو: ثانوية المربي محمد فلحة الرسمية فرج بدران، معهد ميس الجبل الفني فرج قبلان، ومدرسة ميس الجبل الابتدائية الرسمية مريم العمار، ممثلون عن الجيش اللبناني وشخصيات حزبية وتربوية ودينية واجتماعية وبلدية واختيارية وأهلية.

بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت القارئ حسين كامل حمدان، عزف النشيد الوطني ورفع العلم اللبناني في باحة المجمع، بمشاركة رئيس البلدية ومدراء المدارس، ثم القى رئيس اللجنة التربوية في البلدية فرج شقير كلمة ترحيبية عرف خلالها بالحاضرين.

وأكدت مديرة مدرسة ميس الجبل الابتدائية الرسمية باسم الهيئات التعليمية، ان “هذا المجمع التربوي جاء بعد معاناة كبيرة بسبب البعد القسري والمخاطر والدمار الذي حل في المدينة، فرغم الظروف التي منعت المعلمين من اللقاء بأبنائهم جاء اليوم هذا الانجاز الكبير”، شاكرة “كل من عمل وساهم في انجاز هذا المشروع الحيوي”.

بدوره، شدد رئيس اتحاد بلديات جبل عامل على “ضرورة الحفاظ على هذه الأرض وأهمية العلم الذي من خلاله يبنى المجتمع وتحفظ الكرامات”، مؤكدا “حرص الاتحاد على ترميم المدارس الرسمية وتأمين اماكن بديلة للمدارس المتضررة لتكون في خدمة الاهالي الذين عادوا الى قراهم وذلك رغم ضعف القدرات”، مطالبا “الدولة اللبنانية ووزارة التربية بالقيام بواجباتها تجاه الطلاب واهاليهم، لجهة التجهيزات واللوازم المطلوبة لعام دراسي ناجح في القرى الحدودية على وجه الخصوص”.

من جهته، أكد رئيس بلدية ميس الجبل “أهمية العلم والمعرفة في بناء جيل واع وقادر على المواجهة والصمود”، وقال: “هذا المشروع الحيوي شكل منذ اطلاقه تحديا كبيرا لبلدية ميس الجبل، فكانت الارادة أقوى وأصلب من كل التحديات، واليوم جاء هذا الافتتاح ليؤكد المؤكد، اننا بتكاتفنا وتعاوننا وتشاركنا نستطيع تحقيق الانجازات”.

اضاف: “بدأت بلدية ميس الجبل، منذ اللحظة الاولى لتسلم مهامها في خدمة أهلنا وابناء مدينتنا المدمرة والمنكوبة، العمل بخطة شاملة وأولويات مرحلية، لرفع آثار العدوان ومسح الغبار وازالة الركام وتعزيز صمود أهلنا في مدينتهم، رغم الاعتداءات اليومية ورغم كل التضحيات، بقيت عزائمنا أقوى وبدأنا انجاز ومتابعة عدة مشاريع لترميم مستشفى ميس الجبل الحكومي والمخفر وقلم النفوس ومركز الدفاع المدني ومبنى البلدية وغيرها من المباني الرسمية برعاية كريمة من مجلس الجنوب مشكورا، كذلك أطلقنا حملات تنظيف الشوارع وازالة الردميات من الاحياء ومتابعة ازالة النفايات المنزلية والاهتمام بقطاعي الكهرباء والمياه واصلاح الاعطال وتمديد شبكات جديدة بالتعاون مع الجهات المعنية، وهنا لا بد من شكر عمال وموظفي البلدية، فقد تمت انارة عدة شوارع رئيسية وتعزيز آليات البلدية وتأمين آليات جديدة ومواكبة غيرها من الحاجات اليومية لأهلنا المقيمين الصامدين رغم كل الظروف بدعم من اصحاب الايادي البيضاء والخيرين من ابناء المدينة، مقيمين ومغتربين”.

اضاف: “في هذا السياق نشكر كل من آزر عملنا وساهم معنا ولو بجزء صغير، لكل فرد او مؤسسة او جهة، ولكل من كان له فضل في اي مشروع او انجاز”.

وتابع: “لقد اتخذنا في بلدية ميس الجبل قرارا حاسما بالبدء والسير بمشروع مجمع المدارس الموقت في البلدة، وتسابقنا مع الزمن، وتم التواصل مع مجلس الجنوب واتحاد بلديات جبل عامل ومدراء المدارس والجهات التربوية والجيش اللبناني وكافة المعنيين وانطلق العمل، وكانت هذه النتيجة بعنوانه الموقت، حيث نؤكد انه لن يكون بديلا عن اعمار وانشاء مدارس ميس الجبل بصروحها المعهودة”.

واردف: “مع افتتاح المشروع وانطلاق العام الدراسي الجديد كما وعد الاهل والطلاب، لا بد من التوجه بالشكر والتقدير لسعادة النائب الحاج قبلان قبلان على جهوده الدائمة، ولمجلس الجنوب ورئيسه السيد هاشم حيدر على كافة المشاريع التي نفذها وينفذها المجلس، والشكر موصول الى العمل البلدي على ما قدموه واخص الحاج علي الزين ولاتحاد بلديات جبل عامل ورئيسه اخي المهندس قاسم حمدان على المتابعة والجهود، وللشعب العراقي الشقيق وخاصة قبيلة الساعدي، على ما قدموه لمجمع المدارس. وأشكر مكتب المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم طاب ثراه على ما قدموه لنا من مساعدة مالية، ولاخوتي في المجلس البلدي واخص بالذكر لجنتي الاشغال والتربية، ولمدراء المدراس والاساتذة والطلاب واهلهم الكرام، ولا بد من شكر المعنيين في وزارة التربية والجيش اللبناني ومديرية المخابرات واليونيفيل وكل من ساهم وساعد وآزر وشارك في انجاز هذا المشروع، والشكر لوسائل الاعلام والاعلاميين على التغطية والمواكبة. والشكر موصول للأخوة في حركة أمل وحزب الله على جهودهم ومتابعتهم في خدمة الناس”.

وتوجه الى الاهالي بالقول: كما قاومنا معا وصمدنا معا، سنكمل مسيرة الانماء والاعمار معا بإذن الله، يدا واحدة وقلبا واحدا، حتى يعود اهلنا جميعا وتَعمر ميس الجبل بأبنائها وبيوتها ومؤسساتها من جديد”.

أضاف: “تحية لكم اهلنا الصامدين وطلابنا المكافحين، تحية للاساتذة على تضحياتهم اليومية في سبيل اعداد جيل متعلم ومثقف وواعٍ، وتحية لأبناء ميس الجبل النازحين والصابرين في بيروت وقرى الجنوب منذ اكثر من سنتين، والذين قدموا الشهداء والجرحى دفاعا عن هذا الوطن وسيادته، والذين دُمرت بيوتهم وارزاقهم ومؤسساتهم وما زالوا صابرين، ينتظرون الدولة والحكومة لتتحمل مسؤولياتها تجاههم، ينتظرون اعادة الاعمار والوعود الدائمة، ينتظرون الدولة لتعود اليهم وتسأل عن أحوالهم وحاجاتهم، والدولة كعادتها غائبة عنا للاسف”.

وختم: “لن ننسى شهداءنا عنوان عزتنا وصمودنا، واهالي الشهداء الصابرين المضحين، ونتمنى لطلابنا عاما دراسيا ناجحا، وتوفيقا وتفوقا في الشهادات كما اعتدنا عليكم، متفوقين وأوائل ومتميزين”.

وفي الختام تم تقديم درع تكريمية من بلدية ميس الجبل واتحاد بلديات جبل عامل الى شيخ قبيلة آل الساعدي في العراق ابو ميثم الساعدي، تسلمه جمال شعيب.

يذكر أن مجمع المدارس الموقت في ميس الجبل يضم أكثر من ٣٥ غرفة جاهزة اعتمدت كصفوف مجهزة للتعليم، بالاضافة الى ٣ قاعات للادارات والهيئات التعليمية، واكثر من ١٧ مرحاضا وموقف سيارات وملعبا مسقوفا وخدمات صحية ومائية وتمديدات كهربائية وسورا خارجيا وانارة وغيرها من المستلزمات الاساسية لهكذا مجمع تربوي كبير يستوعب اكثر من ٣٠٠ طالب وطالبة.