لا للتسوّل في مدينة التجوّل من الحاجة إلى التجارة والإبتزاز!!!

إثر تردي الأوضاع الاقتصادية و تفشّي الأوبئة والأمراض التي فتكت في أجساد اللبنانيين ،أصبحت الحياة شبه مستحيلة من دون مداخيل عالية، وأصبحت الأعمال الشاغرة محدودة جداً،  ولا تكفي لكافة اللبنانيين والمواطنين القائمين في لبنان، مما جعل ظاهرة التسوّل تنتشر أكثر فأكثر لتعم المناطق كافة، وبخاصة شوارع بيروت .

بيروت التي تتميز بشوارعها الجميلة والمزدحمة، التي تعكس تاريخ المدينة، وتنعكس فيها الثقافات المتنوعة. تحتضن بيروت العديد من المعالم السياحية والتجارية والثقافية، وتتميز بشوارعها الضيقة والمتعرجة والمباني ذات الطابع العربي التقليدي، كما توجد في بيروت أحياء تجارية حديثة مزدحمة بالمحلات والمطاعم والمقاهي،حيث تعتبر شوارع بيروت مكانًا مثاليًا للتجوّل واستكشاف الثقافة والتراث اللبناني.

ما يثير القلق في الأمر أنّ المتسوّلين أصبحوا يمتلكون منازلًا في الشوارع، بعضهم فعلاً لا يمتلك مكاناً ليسكن فيه، ولكن القسم الأكبر أصبح يعتمدها كوسيلة لجني المال وتشويه صورة العاصمة .
بمعنى آخر إن لم تجد عمل فتسّول في الشارع . أطفال ، رجال ونساء، أغلبيتهم من النازحين وغير اللبنانيين، يفترشون الشوارع ويركضون خلف السيارات ويوقفون الناس ليطلبون منهم المال ، وإن تسألهم عن السبب فستجد بعضهم يلقي باللوم على الدولة، والبعض الآخر يلقي التهمة على المنظمات،لكن هذا لا يهم فالمشكلة لا تنحل اذا وجدنا السبب ، بل يجب السعي لإيجاد حل وإعادة الشوارع كما كانت .

عددهم الأكبر في شهر رمضان ، شهر الرحمة والكرم ، تراهم متجمعين في مكان واحد مثل جسر الكولا ، فقد أخذوا منه مكانًا لهم ليأخذوا حصتهم من الطعام والمال المقدم من الأيادي البيضاء. كما أنهم يستخدموا أولادهم كوسيلة لجني المال،فيقوموا بارتداء ثياب ممزقة ليثيروا الشفقة، ويحصلون على المال المقدّم من الناس.
والسؤال الأهم هو كيف يستطيع الأب او الأم، التفريط بأولادهم من اجل المال ؟! وكيف يمكنهم منعهم عن أبسط حقوقهم مثل التعليم والسكن والأكل ؟ هل هذه الحقوق ثانوية في نظرهم ؟

كما تجدهم ايضاً بالقرب من المطاعم الباهظة الثمن، ففجأة تراهم أمام الطاولة بينما أنت تتناول طعامك ، مما يجعلك تشعر بالذنب لأنك تمتلك المال وتستطيع تناول الطعام في حين هم لا يستطيعون ، فتُجبر على إعطائهم المال او شراء وجبة لهم.

والحصة الأكبر لجمع المال هي المساجد ، فيتخذّون بجانبها مكاناً لكي يدعوا للمصلين من اجل المال، ومحاولة إثارة الشفقة، وتحديداً يحصل هذا الأمر نهار الجمعة في توقيت صلاة الظهر فتجد الأطفال يلحقون بك لكي تُعطيهم جزء من المال.
لذا لا بد من وجود حل لهذه الآفة الخطيرة التي تطال لبنان وسائر مناطقه، لأن لبنان بلد الأمان ونظافة الطرقات والتجوّل، وليس التسوّل .

 

 

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.