المعطيات لا تُبشّر… فهل يخرق هوكستين؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”: 

لا يبشّر ما يقوم به طرفا الحرب جنوبًا، وما “يبوحان” به أيضًا، بالخير.

فقد أعلن الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، في كلمة أمام الكنيست أمس: في الجبهة الشمالية، نحن نقترب من نقطة الحسم مع لبنان في كيفية المضي قدماً في نهجنا العسكري. وهذه هي جبهة العمليات التي تواجه التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس. أناشد من هنا المواطنين الذين أُجلوا، والذين سيحتفلون أيضاً بليلة عيد الفصح خارج منازلهم، وأعدكم. إننا نراكم، وندرك الصعوبة الهائلة التي تواجهونها وشجاعتكم الكبيرة. سنعمل على إعادتكم إلى منازلكم بأمان، حتى قبل بدء العام الدراسي المقبل.

على وقع هذا الموقف التصعيدي، أعلنت “كتائب القسام” أنّها “قصفت من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية في القاطع الغربي من الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة بـ20 صاروخ غراد، رداً على مجازر العدو الصهيوني في غزة الصابرة والضفة الثائرة”.

تأتي هذه المستجدات غداة اجتماعات استضافها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الإليزيه حضرها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، كان الوضع الجنوبي الحاضر الأبرز فيها.

هذا التزامن في الأحداث والمواقف ليس صدفة. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ما كان ماكرون ليطلب هذه المحادثات الفرنسية اللبنانية لو لم يكن على علم بما تعد له تل أبيب وبأنّها جادة وأكثر، في مخطط مهاجمة “حزب الله” على نطاق واسع في لبنان… وقد عقد هذا اللقاء بعد اتصالات فرنسية أميركية إجراها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والأميركي آموس هوكستين، تقاطعت فيها معطيات الدولتين على أن لا بد من ايجاد تسوية سريعة لاعادة الهدوء الى الجنوب اللبناني، بالدبلوماسية، قبل ان يتولى الإسرائيلي القيام بذلك بنفسه، بالاداة العسكرية.

لكن يبدو حتى الساعة ان هذه المساعي لم تحقق الهدف، بدليل كلام غانتس العالي السقف من جهة، وسلوك حزب الله في الميدان من جهة ثانية..

فالاخير، من خلال فتحه الباب من جديد للقسام، للتحرك عبر الجنوب، وذلك بعد فترة انقطعت فيها عن ذلك، انما يريد إفهام تل ابيب بأنه لن يكون وحيدًا في الحرب إذا قرّرت شنّها، بل ستنخرط فيها أذرعٌ ممانعة أخرى، بمعنى ان إسرائيل لن تواجه الحزب فقط، بل الحزب وحلفاءه.

هذه المؤشرات الإسرائيلية و”الحزب الهية” غير مطمئنة بل تدل على أنّه وفي السباق بين الجهود الدبلوماسية للتهدئة من جهة والاستعدادات للحرب من جهة ثانية، لا تزال الغلبة للخيار الثاني.

وحدها زيارة محتملة لهوكستين إلى بيروت، في الساعات المقبلة، يمكن ان تشكل دليلًا على أنّ ثمة خرقًا ما، في المشهد الساخن، تمكّنت الكولسة الدبلوماسية من تحقيقه. فهل يحط الموفد الأميركي في المنطقة كما تردد اليوم أم يعدل مجددًا عن ذلك؟

 

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.