المنطقة تغلي… وهذه الضربة “بتكرسِحْنا”!

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

يخشى اللبنانيون أن يكونوا جزءاً من حرب الردود بين إيران وإسرائيل، في ظلّ هاجس التموين لدى البعض، مع بروز أي أزمة أو مشكلة، خصوصا أنه في لغة التجارة، من المعلوم أن الأسعار ترتفع عند استشعار الأزمات من أجل حصر الخسائر. فهل من خطر على أمننا الغذائي؟

يُمطئن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني البحصلي إلى أن البضائعَ موجودة اليوم عند المستوردين كما عند التجار وفي منازل اللبنانيين وهي تكفي لفترة لا تقلّ عن ثلاثة أشهر، مؤكدا، في حديث لموقع mtv الالكتروني، أنه ولغاية الساعة، ما من داع للخوف على أمننا الغذائي، وذلك يعود إلى عوامل أساسية تتلخّص بالآتي: أولا مرافئنا الحيوية تعمل بشكل طبيعي وبالتالي لا خوف على إمداداتنا بالمواد الغذائية. العامل الثاني هو تحويل الاموال إلى الخارج من أجل تمويل مشتريات الإستيراد والذي بطبيعة الحال لم يتأثر، أضف إلى ما سبق ذكره الوضع الامني وهو العامل الأساسي من أجل حفظ امننا الغذائي، والذي لا يزال حتى الساعة تحت السيطرة.

أما في ما يتعلق بالمعطيات العلمية والرقمية خصوصا بالنسبة إلى وضع الاستيراد والصناعة المحلية، التي هي الأخرى تستند إلى مواد أساسية يتم استيرادها، فهناك نقطتان أساسيتان يجب التوقف عندهما بحسب بحصلي: الاولى هي المعلومات الصادرة عن إدارة الجمارك بالنسبة للكميات المستوردة إضافة إلى مصدرها، والتي لم تُنشر منذ تموز الماضي، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة نشر هذه المعلومات حتى يُصار إلى الارتكاز عليها. أما النقطة الثانية، فهي المعلومات التي ترِدْ من التجار، والتي ككل عام بعد انتهاء شهر رمضان والأعياد نكون مع فائض من المواد الغذائية لان التجار يعمدون إلى طلب كميات أكبر وتكديسها تحسّبا للطلب الكثيف.

ويحذّر بحصلي من أن أخطر ما قد يصيبنا، في حال تطوّرت الامور بشكل سلبي في لبنان تحديدا، هو أن تتعرّض منشآتنا الحيوية لأيّ ضربة، ويصبح الاستيراد عمليّة مستحيلة، ويضيف: “في حال وقوع أي تطورات سلبية إقليميا أو عالميا كما حصل في غزة ومع الهجوم الإيراني الأسبوع الماضي لن نتأثر، ولكن في حال تعرض لبنان لهجوم فلا يمكن أن نتوقّع النتائج، فإذا ضربوا المطار والمرفأ والمنشآت منِتكرسَحْ”، وفق قوله.
وانطلاقا مما تقدّم، يشدد بحصلي على أهمية الجهود الدبلوماسية التي وحدها ممكن أن تحمي لبنان من تداعيات أي حرب شاملة قد تندلع.

المنطقة تغلي ونحن نشعر بحرارتها تكوينا… فالحريق بعيدٌ عنّا، إلا إذا أصرّ البعض على وضع أيديه فيها، فحينها لن نكون إلا قشّة بسيطة في الحمم المشتعلة.

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.