مشاهد من صُنع الأزمة اختفت… فهل تتكرّر قريباً؟

إنشغل اللّبنانيون بعد عام 2019 بعادات فرضتها عليهم أزمات عدّة متتالية، وحوّلتهم إلى روبوتات تسعى إلى مهمّات تعجيزيّة، بهدف الحصول على أبسط المقوّمات للصّمود. ورغم استمرار الأزمات، إختفت هذه الخصال والعادات، وكأنّ شيئاً لم يكُن. فما هي؟

صرف الدّولار

يبدو أنّ موضة الصّرّافين غير الشّرعيّين انتهت، مع استقرار سعر صرف الدّولار الأميركيّ، حالياً، وعاد الكثير منهم إلى مهنتهم الأساسيّة، بعدما خفّ الطّلب على صرف العملة الصّعبة إثر دولرة غالبيّة القطاعات، وتحويل جزء كبير من الرّواتب إلى الدّولار، خصوصاً في القطاع الخاصّ.

تخزين المواد الغذائيّة

رغم تصاعد أزمة الغذاء العالميّة، لا سيّما في ظلّ الحرب الأوكرانيّة – الرّوسيّة، وما يحصل في البحر الأحمر، وارتفاع أسعار المواد الغذائيّة بشكل خاصّ، إنكفأ اللّبنانيّون عن عادة التّخزين التي درجت خلال بداية الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة في عام 2019، غير آبهين بالتّحذيرات العالميّة والمحلّيّة.

طوابير المحروقات

مع انتهاء حقبة الدّعم، ودولرة المحروقات، أصبحت مشاهد الطّوابير أمام المحطّات ذكرى لن ينساها اللّبنانيّون، مع “البهدلة” التي عاشوها آنذاك، وازدهار بيع المحروقات بطريقة غير شرعيّة وبالعبوات، بهدف بيعها في السّوق السّوداء، أو تهريبها.

البحث عن الخبز

مشهد اختفاء طوابير المحروقات إنسحب أيضًا على الأفران التي شهدت زحمة غير مسبوقة، في الفترة الماضية، من لبنانيّين وسوريّين، تهافتوا على شراء الخبز وتخزينه، وحتّى تهريبه إلى الدّاخل السّوريّ، وأصبحت ربطة الخبز، الّتي هي من أساسيّات العيش، سلعةً يصعب الحصول عليها، في بلد انحدرت كثير من الفئات الاجتماعيّة فيه إلى الطّبقة الفقيرة.

عاداتٌ سيذكرها التّاريخ، إلا أنّ لا شيء يضمن أن لا تتكرّر في المستقبل القريب أو حتّى مع الأجيال المقبلة، فنحن في بلد المفاجآت والأزمات، توقّعوا فيه كلّ شيء، ولا عجب أن تنبتَ عاداتٌ جديدة أيضاً، لا يتصوّرها العقل!

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.