مدرسة عمشيت الرسمية كرمت مديرها طنوس يزبك

كرمت مديرة واساتذة مدرسة عمشيت الرسمية مديرها المربي طنوس يزبك لاحالته على التقاعد، وذلك خلال احتفال اقيم في قاعة كنيسة مار زخيا في عمشيت برعاية مدير عام وزارة التربية عماد الاشقر وحضوره ومباركة راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون.

حضر الاحتفال النائبان سيمون ابي رميا وزياد الحواط، الرئيس ميشال سليمان ممثلا بمدير كلية الهندسة والتصميم في جامعة الروح القدس الكسليك المهندس ظافر سليمان، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران ومدير عام الآثار سركيس الخوري، العميد جوزف يزبك ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، رئيس البلدية الدكتور انطوان عيسى وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير.

كما شارك في الاحتفال عضو المكتب السياسي الكتائبي رستم صعيبي، الشيخ احمد اللقيس، المفتش العام الاداري في التفتيش المركزي مخايل فياض، رئيس المنطقة التربوية في جبل لبنان جيلبير السخن، الدكتور هشام الخوري ممثلا رئيسة المركز التربوي والانماء البروفسور هيام اسحاق، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والاسرى في حزب القوات اللبنانية شربل ابي عقل ومنسق القضاء باسكال سليمان، رئيس اقليم جبيل الكتائبي حليم الحاج، الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية الدكتور وديع ابي شبل، مديرة المدرسة لودي باسيل والاساتذة، رئيس مكتب الرياضة في حزب القوات اللبنانية يوسف القصيفي، العميد جهاد الحويك، الرئيس السابق للمجلس الثقافي الدكتور نوفل نوفل، رئيس جمعية آنج الاجتماعية المحامي اسكندر جبران، رئيسة جمعية اصدقاء المدرسة الرسمية سينتيا الحايك، رئيسة اقليم كاريتاس جبيل الكسا عون وفاعليات تربوية، ثقافية، اجتماعية، روحية وعائلة المكرم والاهل والاصدقاء ومدعوون .

بعد النشيد الوطني وكلمة عريف الاحتفال الاديب غانم عاصي القى عون كلمة اشار فيها الى انه “في تكريمكم اليوم نكرّم مسيرةً تربويّة طويلة وحياةً شئتم أن تكون كلُّها مكّرّسة للعلم والتربية في سبيل النشء وفي سبيل الوطن”. وقال: “خدمتم القطاع التربويّ بمحبةٍ وتفانٍ لسنين طويلة واليوم بلغتم سنّ التقاعد، فعساكم مع قولكم “قد جاهدتُ الجهاد الحسن واتممتُ سعيي” تتكرّسون لسكب خبرتكم التربوية بما يفيد الجسم التربوي”.

ورأى ان “العالم اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لنهضة تربوية يقودها من يعرف مكامن الضعف في هذا القطاع المحوريّ ونحن نعلّق آمالاً كبيرة على القطاع التربويّ إذ لا نهضة لوطن دون نهضة شبابه، مؤكدا ان النهضة تكون اولاً بزرع القيم والفضائل من خلال التربية وهي كفيلة بتغيير العقول والنفوس نحو مقاربة فاعلة تدرك أن لا خلاص من الخارج، بل ان كل فرد له دور لا غنى عنه في الاصلاح”. واعتبر ان “اسوأ ما نحن فيه اليوم، هو هذه السلبية وانتظار التغيير بدل المبادرة ولا نقصد ههنا المبادرات العبثية، بل تلك المبنية على أسس الفضيلة. الفضيلة التي آن لنا كلبنانيين ان نتّفق عليها كلغة مشتركة، وسط بابل العقائد والايديولوجيات وتضارب المصالح وغير ذلك مما يشتت بلدنا وهويته واستمراريته كواحة أمل وسط جحيم المنطقة وما نشهده في العالم اليوم”.

وختم: “صحيح ان التربية مرتبطة بقوّة بالسياسة، لكن لا بدّ من تحرير التربية من سطوة السياسة لتعود لمهمّتها الأساسية،ألا وهي صناعة الانسان. في عالمنا اليوم الكثير من التعليم والقليل من التربية مع إسقاط التعابير والمعايير الاقتصادية على التربية. بلدنا الذي يستفيد من جهة من حرية التعليم، يعاني في الوقت نفسه من القطيعة بين مختلف ميادين التعليم الرسمية والخاصة، الدينية والعلمانية. وحدهم التربويون المتقاعدون يمكنهم صياغة جسم منعتق من السياسة لمدّ الجسور بين الاجسام التربوية المتنوعة واعادة بناء التربية على اسس متينة ينهض بها بلدُنا”.

ساسين

والقت المربية مينرڤا ساسين كلمة بإسم الهيئة التعليمية في المدرسة تحدثت فيها عن مزايا المكرم وقالت: “لقد كنت الرجل الحكيم، الغيور، المعطاء والمسؤول . فحملت المسؤولية بجدارة، وارتقيت بمدرستنا الى العلا، وكنت خير خلف لخير سلف، فتسلمت الامانة وسلمتها لخير خلفِ، عهدناك رجلا بكل المراحل، فكنت شجاعا في المحن، انيسا في الحزن، سباقا في الفرح، صبورا في الصعاب وودودا في المعشر . فكنت نعم الاخ والسند والصديق، قدر لنا ان نلتقي، وقدر لنا ان نفترق، فمضت الايام ومضينا معها ولم نشعر الا وقد قرعت طبول الوداع”.

وختمت: “هنيئا لك التقاعد ،فألق مرساة مركبك واسترح، اخلع عنك عباءة المسؤوليات، فقد حان وقت الراحة”.

عيسى

والقى عيسى كلمة قال فيها: “كنت اسمع عن الاستاذ طنوس يزبك ابن بلدة حصارات التي اعطت الكثير من الرجالات وكانت وما زالت منبعاً لرجال العلم والفكر والأدب والشعر، بانه المعلم المحبوب من كل من تتلمذ على يديه، وعندما تعين مديراً للمدرسة الرسمية في عمشيت تعرفت عليه عن قرب فوجدته صاحب ضمير حي وقلب محب واخلاص في العمل ينير الطريق لكل من التجأ اليه، يعطي دون حدود ويتابع أدق التفاصيل حتى النهاية دون كلل أو تعب”.

أضاف: “انني فخور بان اكون مشاركاً في تكريمكم ايها المربي بعد مسيرتكم الحافلة بالعطاء في رسالة التربية والتعليم التي هي اسمى رسالة، لقد أديتم الأمانة، و حققتم الرسالة التي اخذت سنوات من عمركم، وسجلتم بصماتٍ يَشْهَدُ لكم بها تلامذتكُم وزملاؤكم وكل من اشتغل او تعاون معكم وانا أكيد بان شهاداتهم ستبقى وِسَامًا فَخْرِيًا يُتوج سنين حياتكم”.

وختم: “اتوجه اليكم بتحية تقدير واحترام مثمناً لكم جهودكم الجبارة التي بذلتموها خلال مسيرتكم المهنية والتي اعطيتم فيها الغالي والنفيس من اجل بقاء رسالة التربية والتعليم مستمرة بالرغم من الظروف الصعبة التي مرّ ويمر بها وطننا الحبيب، اننا نفتخر بكم ونطلب من الله أن يعطيكم الصحة والعافية وان ينعم على وطننا بأمثالكم ليبقى لبنان بلد العلم والنور للعالم”.

الأشقر

استهل الاشقر كلمته بالحديث عن ميناء عمشيت كيف وصل الخبز والقمح الى هذه المنطقة في حرب المجاعة في العام 1914 يوم منع العثمانيون من دخوله وايصاله الى المواطنين مؤكدا ان لا احد يستطيع كم الافواه. وقال: “لم التق مع المكرم الا مرتين وكأنني اعرفه منذ زمن، وما قيل عنه في هذا الاحتفال قليل مما يستحق، وهو اتبع خلال مسيرته التربوية المثل الصيني الذي يقول ” اذا اردت ان تزرع لسنة ازرع القمح واذا اردت ان تزرع لعشر سنوات فازرع شجر، واذا لمئة سنة ازرع بشرا وهكذا فعل”.

أضاف: “نحن بكل اسف في زمن محل تربوي، وخطر على التربية وعلى وجود لبنان الذي من ركائزه الاساسية التربية، فلا يوجد عندنا مواد اولية بل ادمغة، ولولا الادمغة التي صدرناها الى الخارج لما كان هذا البلد مازال يتنفس وواقفا على رجليه من خلال ما يرسلونه لاهلهم من مساعدات مالية”.

وقال: “التحديات التربوية تكبر يوما بعد يوم في لبنان، فهذا البلد كان منارة في هذا الشرق على صعيد العلم والتربية ، ومنذ العام 2019 بدؤا بتكسيره وتخريبه الى ان وصلوا الى القطاع التربوي الذي هو الحاضنة الاساسية لقيام لبنان، فلا يريدون لا مدرسة رسمية ولا خاصة ما يعني انهم لا يريدون هذا اللبنان الذي نحن فيه ولكن نقول لهم خسئتم، سنبقى نعلم ونربي الاجيال وستبقى مدارسنا مفتوحة وبخاصة الرسمية منها لان لبنان لا يستقيم الا بجناحي المدرسة الرسمية والخاصة”.

وختم موجها “الشكر للمربي يزبك على كل ما قدمه لطلابنا في التربية والتعليم آملا ان تستمر المسيرة مع المديرة الجديدة التي هي خير خلف لخير سلف، ونحن نفتخر بامثاله في وزارة التربية وهذا ما يدفعنا الى الانطلاق الى الامام اكثر والى التطلع بان تكون مثال لغيرك”.

الحايك

واشارت الحايك في كلمتها الى قرار وزير التربية بإنشاء مدرسة نموذحية خضراء صديقة للبيئة ولاستقبال ذوي الاحتياجات الخاص معلنة تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع في نيسان المقبل. ووجهت الشكر للوزير الحلبي ومدير عام الوزارة وكل من ساهم لتحقيق هذا المشروع وبخاصة الرئيس العماد ميشال سليمان والنواب وراعي الابرشية المطران ميشال عون.

يزبك

وفي الختام ألقى المحتفى به كلمة اعتبر فيها ان “هذا التكريم انما هو تكريم لكل زميل وزميلة اعطى من ذاته وذاب كالشمع على مذبح التربية، وهو ايضا تكريم للمدرسة الرسمية التي تصمد رغم كل ما تعانيه ومهما اشتدت العواصف والاعاصير حولها تبق المدماك الاساسي في بناء الاجيال الصاعدة”. وقال: “اليوم أفخر انني اطرق وادخل مرحلة التقاعد بضمير مرتاح وقد جمعت ثروة كبيرة من محبة وثقة واحترام الناس، وكم يشرفني ويفرحني هذا الاحساس، فالسعادة الحقيقية ليست في ما نحصل عليه من مكاسب زائلة بل في ما نعطيه ونقدمه دون تبجح او منة وجل ما اطلبه من الله واتمناه في هذه اللحظات التي يغمرها الوفاء وتفرق في الحنين ان يمن علي بالصحة والعافية”.

واذ تمنى التوفيق للمديرة الجديدة باسيل في متابعة المسيرة بالنحاح كما تابعناها عن اسلافنا، عاهد زملاءه ان “يبقى الى جانبهم كلما دعت الحاجة واستدعتني الخدمة كي تبقى هذه المدرسة شعلة للثقافة ومنارة للعلم في عمشيت وبلاد جبيل وسأبقى تواقا الى تدشين المبنى المدرسي الجديد الذي كان حلما راودني طوال هذه المدة وما اروع من الحلم الا ان يتحقق”.

وتخللت الاحتفال قصائد شعرية من وحي المناسبة لكل من الشاعر فراس الفغالي والروائية والشاعرة منى بولس.

بعد ذلك تم تقديم الدروع التقديرية للمكرم وقطع قالب حلوى وشرب الجميع نخب المناسبة.

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.