ندوة للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات-بيروت عن الفلسفة وتحديات العيش معًا في مجتمع تعددي

نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في فرعه في بيروت، ندوة بعنوان “الفلسفة وتحديات العيش معًا في مجتمع تعددي”، شارك فيها كل من الدكتورة مارلين كنعان، والدكتورة نايلة أبي نادر، والدكتور عفيف عثمان، والدكتور وليد الخوري، في حضور مجموعة من الباحثين وأساتذة الفلسفة والمهتمين بالشأن الأكاديمي. وتم بث فعاليات الندوة مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الخاصة بالمركز العربي للأبحاث – بيروت.

 

افتتح الندوة مدير المركز في بيروت الدكتور خالد زيادة، مؤكدًا أن “هذه الندوة تأتي في سياق الحلقات النقاشية والندوات التي يعقدها المركز العربي للأبحاث في فرعه في بيروت. وذلك حرصًا من المركز أن تبقى بيروت منارة للثقافة والحوار والجدل الفكري والأدبي”. وعرف الدكتور زيادة بالمركز العربي ونشاطاته، والدور الذي يضطلع فيه، من حيث تنظيمه مؤتمرات وندوات في العلوم الاجتماعية والإنسانية والثقافية والسياسة وعلم الاقتصاد، وأشار إلى أن “المركز باعتباره مؤسسة بحثية، ينشر نحو 50 كتابا في السنة، علاوة على الدوريات والدراسات التي تتناول موضوعات مختلفة في كل ما يمت بصلة إلى أقطار العالم العربي، علاوة على نشر ترجمات عن عدد من اللغات: الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية. واعتبر أن موضوع الندوة “هو بمثابة رد الاعتبار للفلسفة وللتعددية، ولا سيما في ظل حديث الإعلام المسموع والمرئي مؤخرًا عن مسألة تطبيق الفدرالية في لبنان”.

 

من ناحيته ركز الدكتور الخوري، أستاذ الفلسفة ورئيس الاتحاد الفلسفي العربي سابقًا، في مداخلته بعنوان “المعية في عهدة الفلسفة” على “نظرة الأخلاقية الفلسفية إلى مبدأ العيش معاً، وفي شروط تحققه في مجتمع تعددي، وإلى أي حدّ تتوافر هذه الشروط في المجتمع اللبناني”. ورأى أن “القلق الذي يساور المجتمعات العربية من التعدد في مكوِّناتها يبقى مشروعًا بسبب التصدع الذي تعانيه بنى هذه المجتمعات، حيث غالبًا ما يتحول الاختلاف في الآراء والتصورات والرؤى  إلى فوضى عبثية وحروب دموية تفضي إلى مزيد من الفقر والتخلف”.

 

أما الدكتورة كنعان، وهي أستاذة الفلسفة وبرنامج الحضارات في جامعة البلمند، فاعتبرت في مداخلتها بعنوان “هل تستطيعُ الفلسفةُ أن تغيرَ المجتمعاتِ الإنسانيةَ وأن تساهمَ في معرفةِ كيفيةِ العيشِ معًا؟” أن الفلسفة تضطلع بمسؤولية تأصيلِ مفهوم “العيشِ معًا” من خلال استخراجِ التصورات الفكرية الضرورية، مع العلم أن هذا المفهوم لا يعني أبدًا إزالة الاختلافات أو إقصاء الآخر وطمس فرادته؛ فوجود الآخر ضروري لتأسيس الوعيِ الذاتي، باعتبار أن التواصل مع الآخر يساهم مساهمة كبيرة في بناء الفرد وضبط أفعاله”.

 

 

 

من جانبها تناولت الدكتورة أبي نادر، أستاذة الفلسفة العربية الإسلامية في الجامعة اللبنانية، والباحثة في شؤون الفكر العربي الإسلامي المعاصر،  في مداخلتها بعنوان “العيش معاً: على محكّ السؤال الفلسفي”، إشكالية “العيش معاً” من زاوية البحث في أسس فشل ترسيخ نهج المعيّة وتقبّل الاختلاف، على الرغم ممّا يشهده تاريخ الجماعات المتصارعة عبر الزمان والمكان، من كوارث اجتماعية، ومجازر بحق القيم البشرية، ورأت أن “ما ينقصنا في لبنان من أجل إدارة شؤون “العيش معاً” يكمن في قلّة التوقّف عند قراءة نقدية لكيفية فهم هذا العيش وتطبيقه، من أجل تعرية كميةّ التلاعب الحاصل في صيغة “العيش معاً”، وكيفية تأويل كل طرف مفهومَ تقبّل الآخر على نحوٍ ينسجم مع مصالحه وتطلّعاته وخلفيّاته الأيديولوجية”.

 

 

 

وأخيرًا أكد الدكتور عثمان، أستاذ الفلسفة وعضو الاتحاد الفلسفي العربي والجمعية الفلسفية اللبنانية، في مداخلته بعنوان “الفلسفة والعيش معاً: المعيّة في عالم مشترك” أن “الاختلال الكبير الذي يعيشه العالم المعاصر، المعبّر عن نفسه في التفكك الاجتماعي، واللامساواة الاجتماعية، والاحتلال والحروب الراهنة يؤكد  الحاجة في عالم التعدديّة والاختلاف إلى تعلم العيش معًا، بوصفه مدخلاً رئيسياً للمواطنة”، مؤكدًا دور الفلسفة باعتبارها “طريقاً ووسيلة تعلمنا أواليّات هذا العيش”.

 

وانتهت الندوة بمداخلات من الحضور.

 

 

Don't miss a post!

Subscribe for free and be the first to be notified of updates.