المفتي وخريطة الجمهورية

يتطلّع الشارع السنّي قي لبنان عموماً وبيروت خصوصاً، بعين الأمل والتقدير إلى الدور اللافت الذي يقوم به سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، لجمع الشمّل من خلال المواقف التي يتخذها واللقاءات والاجتماعات التي يشارك فيها، والتي تتضمن إشارات واضحة مرسلة لكل الأطراف اللبنانية، بأن حضور المكوّن السنّي الفاعل والمشارك في صنع القرارالوطني هو خشبة الخلاص للوطن.

ومن اللقاءات اللافتة تلك التي رعاها وحضرها المفتي دريان، اللقاء الحاشد الذي إستضافه عضو المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى المهندس عبدالله شاهين في دارته في ضهور العبادية، والذي جمع العديد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، والمفتيين وأعضاء المجلس الشرعي والقضاة ورجال الدين والقادة العسكريين والفعاليات الاقتصادية والاهلية وشخصيات من كل الاطياف والاتجاهات السياسية وحتى المتباينة في التوجهات السياسية ، وهو ما يؤشر أن مرجعية دار الفتوى هي الإطار الحقيقي الجامع لكل القوى السنيّة .

المفتي دريان كانت له كلمة خلال اللقاء يصّح وصفها بخريطة طريق تسهم في تصحيح الخلل وصنع الحلول للمشكلات القائمة، حيث أكد ان المسلمون السنّة في لبنان ليس لديهم مشروع خارج إطار الدولة ، وإن مشروع السنّة هو قيام الدولة اللبنانية القوية القادرة والعادلة التي يلتف حولها كل اللبنانيون ويرتضون بالدستور وإتفاق الطائف والتمسك بالعلاقات المميزة الصادقة مع المحيط العربي وبالعمق العربي الواسع.

وشدد المفتي دريان أن المسلمون السنّة يرفضون التعدي على حقوقهم المشروعة، كما يرفضون التعدي على حقوق الآخريين أياً كانوا، مناشداً القوى السياسية التنازل عن مصالحها الذاتية لمصلحة لبنان الوطن ومؤسساته الدستورية، وعن الحلّ لايكون إلا بالتنازل المتبادل بين الجميع.

وأوضح المفتي دريان :” لقد إلتقينا النواب المسلمين السنّة في دار الفتوى، وأكدنا لهم ضرورة تحمّل مسؤلياتهم وتحكيم ضمائرهم والعمل مع زملائهم النواب لاختيار رئيس للجمهورية وطالبناهم بأن يسعوا لتحقيق حاجات المواطنين وتخفيف الآلام الناس،والالتفات إلى إحتياجاتهم وسماع صرخاتهم وأوجاعهم والنظر الى حالات الفقر والبطالة، فهي مسؤوليتهم أمام الله والناس الذين إتمنوهم على مصالحهم و مستقبلهم”.

لقاءات سماحة المفتي الأخيرة التي تحتضنها دار الفتوى تؤشر وتؤكد أن هذه الدار صمام الأمان للطائفة السنّية ، وإنه مهما قيل عن فراغ أوغياب سياسي فإن مرجعية دار الفتوى ومقام المفتي يشكلان البوصلة لتصحيح المسار وتعزيز أواصر العيش المشترك ليس السنّي فقط بل الوطني عموماً.

 

Don't miss a post!

Subscribe for free and be the first to be notified of updates.