لودريان كما جاء غادر… وبري يغازل واشنطن

لليوم الثالث على التوالي، استكمل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان جولته فالتقى بقية القوى السياسية في إطار جدول أعمال حافل بلقاءات مع قوى المعارضة، وفي مهمة من المفترض أنها انقاذية لبلد لا يعرف كيف يدير شؤونه بنفسه وبحاجة دوماً إلى راعٍ خارجي. وكان لافتاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تحدث بعد نهاية جولة لودريان وليس بعد لقائه به منذ يومين، ولم يتم حتى الايعاز الى الاعلام بأي كلام عن الزيارة إلى أن انتهت الجولة، بحيث شدد على أن المبادرة الفرنسية مستمرة، وهي لم تتخطَ رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، نافياً أن تكون الولايات المتحدة تعرقل الانتخابات الرئاسية.

في هذه الأثناء، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يفتتح موسم عودة التصدير السليم من لبنان إلى الدول العربية، بحيث جال في مطار رفيق الحريري الدولي، متفقداً التجهيزات الجديدة من سكانر وآلات مراقبة، كي لا يكون لبنان مصدراً لتهريب الممنوعات إلى أشقائه العرب، وهذه الآلات هي مطلب من الدول الصديقة من أجل إعادة الثقة بالتصدير اللبناني.

واستهل لودريان نشاطه في قصر الصنوبر أمس، باستقبال رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض قبل أن يعقد لقاء موسعاً مع كتلة “تجدد”،

بغياب النائب أديب عبد المسيح بداعي السفر. وغرّد النائب أشرف ريفي عبر حسابه على “تويتر” كاتباً: “إلتقت كتلة تجدد بالموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في قصر الصنوبر في بيروت. وشددت الكتلة على أن تكون جلسات مجلس النواب مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، والمضيّ بالتصويت للوزير السابق جهاد أزعور”.

وبعدها، استقبل المبعوث الفرنسي كتلة “الكتائب”، واثر اللقاء غرّد النائب سامي الجميّل عبر “تويتر” قائلاً: “لقاء صريح مع الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان عرضنا خلاله لمقاربة الكتائب للملف الرئاسي. كما تقدمنا بخارطة طريق مكتوبة لحلٍّ مبني على استعادة الدولة لسيادتها ورفع الوصاية المفروضة عليها وإجراء الاصلاحات المطلوبة لإخراج الشعب اللبناني من عمق الأزمة”.

كما التقى لودريان نواب التغيير واستبقاهم الى الغداء، ليعود ويستقبل رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط يرافقه نجله رئيس “اللقاء الديموقراطي” تيمور، وغرّد بعدها جنبلاط الأب على “تويتر” قائلاً: “لقاء ودّي وصريح مع المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوزير السابق جان إيف لودريان بحضور سفيرة فرنسا آن غريو”.

وبعد لقاءاته في قصر الصنوبر، توجه لودريان إلى اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون.

في المواقف، برز حديث إعلامي للرئيس بري أمس، وكان لافتاً أنه انتظر حتى ينتهي لودريان من جولته كي يتحدث عن مجريات لقائه به، فقال: “غير صحيح أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان طوى صفحة المبادرة، وغير صحيح أنه تخطى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”. ولفت الى أن “لودريان أعطى فرنجية اشارة لتمييزه عن غيره بدعوته الى الغداء”.

أضاف: “أبلغت لورديان بأسباب تمسكي وحزب الله بفرنجية وأهمها أنه صادق وصريح ويلتزم بكلامه”. وأكد أنه “مستعد للمشاركة في أي حوار يُدعى إليه في المجلس النيابي عبر تكليف أحد من كتلة التنمية والتحرير”.

ونفى صحة أن الولايات المتحدة تعرقل الرئاسة اللبنانية، مؤكداً أنها “ستتعاون مع أي رئيس منتخب”. وأشار الى “أننا نشعر أن أميركا تفضل قائد الجيش أما السعودية فلا تزال على موقفها بعدم وضع فيتو على أي اسم”.

وأكّد رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله”، الشيخ محمد يزبك، “أننا منذ بداية الأمر كنا حاضرين للتفاهم على اختيار رئيس للجمهورية، وبكل قناعتنا نقول، لا يُمكن فرض أيّ شخصية على الآخرين، بل يجب أن نتفاهم ونتحاور، لذلك كانت هناك دعوات عديدة للحوار، لكن الفريق الآخر كان غير قابل للنقاش”. وقال: “لنا رؤيتنا واختيارنا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية من منطلق قناعاتنا بأنه شخصية وطنية، ونحن لا نريد رئيساً يحمينا، بل نريد رئيساً لا يطعن في الظهر”.

في المقابل، رأى عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “الحل اليوم ليس من خلال دعم ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، ولو نجحت المبادرة الفرنسية لكان استمرّ مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل والخلية الديبلوماسية في مهامهم ولما كان ذهب الرئيس ايمانويل ماكرون لتسليم الملف الى لودريان”.

وعما دار في لقاء لودريان في معراب، قال بو عاصي في حديث متلفز: “لم نتحدث لا عن سليمان فرنجية ولا عن أي مرشح آخر لأن لودريان أبلغنا أنه في لبنان في مهمة استطلاعية لا يحمل مبادرة أو أسماء ولا يحاول إقناع أي طرف. فهو سيذهب إلى فرنسا لاحقاً ويبني على الشيء مقتضاه ويعود في جولة أخرى مع سلة إصلاحات”.

أما عضو تكتل “لبنان القوي” النائبة ندى البستاني فأشارت الى أن “لودريان كان واضحاً وهو هنا للإستماع الى الجميع، وستكون له زيارة ثانية قريباً”. وأوضحت في حديث تلفزيوني، “أننا شددنا ورئيس التيار النائب جبران باسيل على أن يكون الحل لبنانياً – لبنانياً وتوافقياً وأن توافق عليه كل القوى السياسية من دون تحد”، معتبرة أن “مجرد زيارة لودريان الى لبنان يدل على تبدّل في المقاربة الفرنسية للأزمة الرئاسية”.

على صعيد آخر، ومع بدء موسم السياحة الصيفية، أكد الرئيس ميقاتي خلال جولة على مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، على أن “لبنان لا يمكن أن يكون لا مصدراً ولا ممراً لأي عمل يضر بلبنان وبأشقائه العرب وبدول العالم”، مشدداً على “أننا نسعى جاهدين الى أن يعكس مطار بيروت الصورة المشرقة للبنان”.

وكان رئيس الحكومة قام صباحاً بجولة تفقدية في المطار بدعوة من وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية ومشاركة وزراء الداخلية والبلديات بسام مولوي، الصناعة جورج بوشكيان والزراعة عباس الحاج حسن. وشملت الجولة مبنيي الشحن والركاب في المطار، حيث اطلع ميقاتي على عمل أجهزة الكشف على حقائب الركاب في مبنى المغادرين، وكذلك على عمل أجهزة الكشف على البضائع المعدة للتصدير.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

Don't miss a post!

Subscribe for free and be the first to be notified of updates.