14 حزيران: الفرصة الضائعة!

خاص موقع mtv

في بلدٍ تحفل روزنامته بالتواريخ المعبّرة، وغالبيّتها مؤلمة، يُضاف ١٤ حزيران الى أيّامنا اللبنانيّة المشهودة. لا نستعيد اليوم حرباً أو اغتيالاً، بل محطّةً ديمقراطيّة، ولو لم تكتمل صورتها.

حمل يوم ١٤ حزيران ٢٠٢٣ منافسة ديمقراطيّة تحت سقف البرلمان بين اسمَي سليمان فرنجيّة الذي دعمه موالون، أبرزهم “الثنائي الشيعي”، وجهاد أزعور الذي تقاطعت عليه غالبيّة المسيحيّين، مع نوّابٍ سنّة ودروز.
لم تنتهِ الجلسة بانتخاب رئيس، بعد تعطيل النصاب في الدورة الثانية، ولو حصل الانتخاب لكنّا في مشهدٍ فريدٍ بعد اتفاق الطائف، حيث كان النوّاب يذهبون دوماً الى البرلمان لانتخاب من اتُّفق عليه في خارجه، وأحياناً خارج لبنان.
كان يمكن لجلسة ١٤ حزيران ألا تكون مسرحيّة، بل مواجهة، ديمقراطيّة نكرّر، بين نهجَين ولبنانَين.
والأهمّ في هذا التاريخ حصول التوافق المسيحي، مكلّلاً بالبركة البطريركيّة، على اسم أزعور الذي كان، لو فاز في ذلك اليوم، رئيساً غير جميع الرؤساء لأنّه انتُخب داخل المجلس النيابي لا خارجه.
ربما يكون تاريخ ١٤ حزيران حدثاً عابراً، فلا يتكرّر بعد بل يُضاف الى الفرص اللبنانيّة الضائعة، وما أكثرها. وربما يكون حجر زاوية يُبنى عليه لتحقيق ديمقراطيّة الانتخاب في لبنان، فَيَصِل رئيسٌ صُنع في لبنان، لا يخرج من حزبٍ بل تدعمه أحزابٌ عدّة، ولا يستعطي الأصوات بل ينالها مستَحَقّة، ولا يعد بتوزيع الحصص بل يوظّف خبرته في نهوض لبنان، خصوصاً في الاقتصاد والمال.

عسى ألا نترحّم يوماً على ١٤ حزيران، إن مرّ التاريخ بعد ونحن بلا رئيس.

Don't miss a post!

Subscribe for free and be the first to be notified of updates.