مُستشفى بشرّي: وعدٌ فَوَفاءٌ فصرحٌ طبيّ يليقُ بأهل القضاء!

كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:

تحقَّق حلمٌ عمره أكثر من 45 عاماً وأصبح لبشرّي صرحٌ استشفائيٌّ وطبيٌّ يحتضن أهل القضاء ويُبلسم جراحهم. تحقّق الوعد أيضاً، وعدُ نائبة قالت كلمتها وفَعَلَت وسلّمت أهالي منطقتها مستشفى يليقُ بهم.
إنّه مستشفى بشرّي الحكومي، أو مستشفى أنطون الخوري ملكي طوق الذي يعكس إنجازه مسيرة طويلة من العمل الدؤوب بفضل السواعد الشجاعة وأصحاب الأيادي البيضاء. 

“فكرة مستشفى بشرّي الحكومي هي فكرة قديمة جديدة”، يقول رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور أنطوان جعجع، سارداً عبر موقع mtv أولى مراحل إنشاء المستشفى: “في الـ1979 بدأ شخصٌ من أبناء بشرّي يُدعى أنطون الخوري ملكي طوق بإنشاء مستشفى في منطقة يُطلق عليها اسم محلة مار ماما موجودة على تلة قرب متحف جبران خليل جبران، وعَمِل على جمع مساعدات من المغتربين اللبنانيّين في الخارج لإنشاء المستشفى وتلبية حاجات المنطقة الاستشفائية خصوصاً وأنّه كان من الصعب على أبناء المنطقة الوصول الى بلدات أخرى للاستشفاء خلال فصل الشتاء ما كان يؤدي الى وفاة بعض الأشخاص”.

ويُتابع: “في الـ2005 تمّ إنشاء مستشفى صغير في منطقة مار يوحنا في وسط بشرّي فيه 11 سريراً مع قسم طوارئ صغير وغرفة طوارئ متواضعة وقد استطاع هذا المستشفى أن يُلبي بعض حاجات المنطقة، ولكنَّ الحاجة كانت كبيرة لمستشفى أضخم خصوصاً مع تطوّر الطبّ والعلاجات الطبيّة، وهنا بادرت النائبة ستريدا جعجع لتحويل المستشفى القديم لأنطون الخوري ملكي طوق الى مستشفى بكلّ ما للكلمة من معنى، وبدأت المرحلة الأولى للمستشفى في الـ2006 عندما باشرت النائبة جعجع بجمع هبات لإنشاء المستشفى وأسّست أوّل نواة له عندما تمّ تأهيل طابقين فيه، ولكن بَقيت الكثير من الأقسام بحاجة لعملية تأهيل كبيرة”.

المشروع لم يتوقّف هنا، “ففي الـ2019، قرَّرت جعجع متابعة المرحلة النهائية من إنشاء وإعادة تأهيل المستشفى وبدأت بجمع التبرّعات من جديد من الأيادي البيضاء باعتبار أن المستشفى سيُكلّف زهاء مليون ونصف مليون دولار، ولكنّ مع انتشار جائحة كورونا، وبدء الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة اللبنانية، كلّ الأموال التي تمّ جمعها ووُضعت في المصرف تمهيداً للبدء بورشة التأهيل من جديد فَقَدَت قيمتها ما حتّم عليها إعادة جمع أموال من جديد لاستكمال المشروع” يشرحُ جعجع، مُضيفاً: “وبعد التدقيق، تبيّن أنّ المستشفى بحاجة لتدعيم لكي تقاوم أساساته أي هزّة أرضية يُمكن أن تحصل، وهنا دخلنا بكلفة إضافيّة تفوق الـ500 ألف دولار “فريش” لتدعيمه، وبعد التدعيم بدأنا بالعمل داخل المستشفى وانتقلنا من مستشفى صغير يحوي 11 غرفة الى مستشفى يضم ما يقارب الـ44 غرفة، وانتقلنا من غرفة عمليات صغيرة الى غرف عمليات كبيرة يُمكن أن يخضع فيها المرضى لكافة أنواع العمليات الجراحيّة المتطوّرة، أما قسم الطوارئ فأصبح يضم 6 أسرّة بالإضافة الى غرفة للإنعاش وأقسام للجراحة والطبابة العامّة، فضلاً عن قسم للولادة ولحديثي الولادة وتم استحداث قسم للعناية الفائقة بالإضافة الى تحسين وتطوير مركز الأشعة والتّصوير على أنواعه، وإنشاء عيادات في مختلف الاختصاصات”.

ولأنّ تجهيز مستشفى بالكامل يعني تأمين كلّ التفاصيل والمستلزمات، “سارعت جعجع لتأمين أمور أخرى ضروريّة ومنها عل سبيل المثال ماكينات جديدة لتنظير الأمعاء، وماكينات حديثة للبنج ومراقبة المرضى في قسم العناية الفائقة، بإلإضافة الى أسرّة في هذا القسم، وتأمين مستلزمات طبيّة للمختبر وأخرى لقسم تمييل القلب”، يستطرد جعجع، مُسلطاً الضوء على مشكلة أساسيّة لضمان سير المرفق تمّت معالجتها فوراً “وجدنا أن إحدى المشاكل التي سنواجهها هي الكهرباء، فالمستشفى بحاجة الى تيّار كهربائي وتدفئة 24 على 24 ساعة في اليوم، وهنا عملت النائبة جعجع على تأمين الكهرباء من قبل معمل قاديشا بالإضافة الى تأمين 3 مولّدات بسعة 600 kva”.

ويُشدد جعجع في سياق متّصل على أنه “كما اهتممنا بالحجر، كان علينا الاهتمام بالبشر أيضاً، وهنا قرّرنا أن نقوم بتوأمة مع المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي، والهدف منها تأمين تأهيل وتدريب كلّ الطواقم العاملة في المستشفى ليكون العمل على قدر الجودة المطلوبة، بالإضافة الى توأمة بين قسم الأشعة في المستشفى مع قسم الأشعة في مستشفى الجعيتاوي برئاسة البروفيسور شربل مراد لتأمين قراءة نتائج الأشعة والصّور بشكلٍ يومي 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع”.

الحلم تحقّق والمشروع نُفّذ “وحقّقنا نقلة نوعيّة من المستشفى القديم الى المستشفى الجديد، واليوم بات لأهلنا في المنطقة مستشفى يليقُ بهم ويؤمّن لهم أكثر من 90 في المئة من حاجاتهم الطبية والجراحيّة، وليسوا مضطرين بعد اليوم للانتقال الى بيروت أو الى مناطق مجاورة للعلاج”، يقول جعجع، مؤكداً أنّ “أهلنا في القضاء سيشعرون بالارتياح بوجود هكذا مؤسّسة استشفائية تضمّ طواقم متخصّصة وماهرة إن كان على صعيد الإدارة أو على صعيد الطبّ أو على الصعيد التمريضي، والمستوى في المستشفى يضاهي مستويات المستشفيات في العاصمة والمدن الكبرى في لبنان”.

دورٌ مهمّ للنائب السّابق المهندس جوزف اسحق في إنجاز المشروع الكبير، ومن جعجع كلمة شكر له “فهو واكب خلال الفترة السّابقة أدقّ التفاصيل في المستشفى بالإضافة الى كلّ الأعمال الهندسيّة والمعماريّة فيه”، شاكراً أيضاً “كلّ المساهمين والمتبرّعين لبناء المستشفى الذين حصلوا على دروع شكر خلال الاحتفال الذي أُقيم لافتتاح المستشفى في دليل على سياسة الشفافية والوضوح التي تعتمدها مؤسّسة جبل الأرز”.

أمّا الدور الأكبر فهو للنائبة جعجع التي وَعَدَت أهلها وَوَفت، وهنا يختم جعجع بالقول: “في ظلّ غياب المؤسّسات الرسميّة للدولة، كان لا بدّ للنائبة جعجع أن تتّكل على المبادرة الفردية التي كانت أساسية للوصول الى ما وصلنا إليه اليوم، وقد جَمَعَت ما يُقارب الـ 4 مليون ونصف مليون دولار لتشييد المستشفى، بالإضافة الى مليون دولار لشراء معدّات، والجدير ذكره هو أنّ المستشفى الحكومي يتبع لوقف السيدة في بشرّي ولوزارة الصحة لأنه في النهاية يخضع لوصايتها، ولكن يُمكننا أن نقول بفخر: المشروع “القديم الجديد” أصبح حقيقة اليوم”.

Don't miss a post!

Subscribe for free and be the first to be notified of updates.