خطف منسّق “القوات”: هل “دقّ الخطر عالابواب”؟

ليس خطف منسّق القوات اللبنانيّة في جبيل باسكال سليمان تفصيلاً بسيطاً. بانتظار معرفة مصيره، ووضوح الصورة، لا بدّ من بعض التحليل.

لعمليّات الخطف المماثلة سببان: الأول شخصي والثاني سياسي. يستبعد جميع عارفي سليمان أنّ ما من خلافاتٍ شخصيّة لديه، وهو أبٌ لثلاثة أولاد صغار في السنّ، ويصفه جميع عارفيه، وحتى خصومه السياسيّين بـ “الآدمي”. كما أنّ ما من أحدٍ يتجرّأ على القيام بهكذا عمل فردي في هكذا توقيت دقيق.
أمّا في السياسة، فتوجّهت أصابع الاتهام، بطبيعة الحال، الى حزب الله، علماً أنّ حزب القوات اللبنانيّة تجنّب اتّهام أحد ولم يتسرّع في إطلاق مواقف، مكتفياً ببيان دعا فيه الى الإقفال في جبيل اليوم، في وقتٍ بقيت اتصالات رئيس الحزب سمير جعجع مع القيادات السياسيّة والأمنيّة بعيدة عن الإعلام.
لكنّ السؤال الذي يفرض نفسه أيضاً هو: لماذا يُقدم حزب الله على خطف مسؤول “قوّاتي” في لحظة يحتاج فيها الى الحدّ الأدنى من التضامن الداخلي؟ وهل علينا أن نبحث عن فريقٍ ثالث قد تكون مصلحته في تحريك الشارع ورفع منسوب التوتّر، ومن يكون هذا الفريق؟
بالتأكيد لسنا نبرّئ ولا نتّهم أحداً، فهذا هو دور القوى الأمنيّة المُطالَبة بالكشف السريع عن مصير سليمان والجهة الخاطفة لتضع حدّاً لردّات الأفعال التي قد تحصل. علماً أنّ “الدولة” نفسها، ونضع الكلمة بين مزدوجَين، قصّرت في كشف قاتلي لقمان سليم والياس الحصروني.
وما يجب أن تقوم به الدولة أيضاً هو وضع حدّ للتفاهات التي تحصل على مواقع التواصل الاجتماعي وتوزيع الاتهامات وابتكار السيناريوهات التي بلغت، لدى بعض مناصري حزب الله، حدّ اتهام جعجع بقتل سليمان، وتشويه صورة الأخير عبر لصق تهم العمالة وتهريب المخدرات به. هؤلاء مجرمون ويستحقّون العقاب، “لو في دولة”.

إنّها ساعات دقيقة جلّ ما نتمنّاه فيها أن يعود باسكال سليمان الى عائلته سالماً. حماه الله، وحمى هذا البلد الذي ينام على مصيبة ويصحو على أخرى.

Don't miss a post!

Subscribe for free and be the first to be notified of updates.