Latest News
- الرئيس عون لبراك: رسالة من الجنوب إلى واشنطن … ومفتاح الإصلاح يبدأ من التلال الخمس
- مغادرة بلا غرامات ولا عوائق: الأمن العام يُسهّل سفر من انتهت إقامتهم عبر مطار بيروت
- تحرّك مرتقب في بيروت … الأمن العام يغيّر موقعه!
- اليوم الرابع من النار: إسرائيل تقصف قلب طهران وإيران تضرب تل أبيب … وسط تحذيرات دولية من حرب شاملة
- تصعيد ناري بين إيران وإسرائيل … مئات القتلى وغارات متبادلة
- ليلة النار في طهران … غارات اسرائيلية وأسماء بارزة بين الركام
- غارات اسرائيلية على جنوب لبنان …
- توقيف امين سلام! … لماذا؟!
- خروج الإمارات ودخول لبنان … الاتحاد الأوروبي يغيّر القائمة السوداء
- لبنان والأردن يعززان التعاون الاستراتيجي: قمة تاريخية تعزز الأمن والسلام والتنمية المشتركة
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
مُغتربون أكبر من الدّولة. عبارةٌ تُترجم بالفعل والأرقام أيضاً. فمُساهمة المُغتربين اللبنانيّين بإنقاذ وطنهم على مدى سنوات طويلة يُكتب عنها الكثير. باتت قوّة هؤلاء بحجم دولة، وحكومة ووزارات ونواب مُجتمعين، وجيوشٍ أيضاً!
بفضلهم، اقتصادنا لا يزال يتنفّس بعض الأوكسيجين الذي مصدره تعبهم وأعمالهم وتضحياتهم في الخارج. تحويلاتهم ومساهماتهم وإنفاقهم في لبنان فعّالة أكثر من كلّ خطط وزارتي الاقتصاد والمالية، سياحتهم الدّائمة في بلدهم الذي يحفظون كلّ شبرِ فيه، والتي يفضّلونها عن سياحة وزيارة كلّ بلدان العالم، فهي التي تُنقذ لبنان في كلّ المواسم، أما تسويقهم لبلدهم في الخارج فهو أكبر من كلّ الحملات السياحيّة التي نُظّمت في تاريخ وزارة السياحة وفي ظلّ كلّ الوزراء المُتعاقبين.
حقائبُهم أكبر الصيدليّات، وأدوية السرطان التي يحملونها الى لبنان، تعجز وزارة الصحّة عن تأمينها. يحجزون تذاكرهم بـ”الجملة” و”مسبَّق” الى لبنان رغم المخاطر الدائمة التي تتربّص به. يحجزون أيضاً مواعيد أفراحهم، ومناسباتهم، وحتى عملياتهم الجراحيّة. ينعشون المطار، والسياحة، والاقتصاد، والطبّ، وحركة النقل والعقارات وغيرها من القطاعات. إنّهم مغتربون بحجم دولة، وربّما أكبر.
لن يكتمل صيف لبنان من دون المغتربين. ليس لأنّنا بحاجة الى أموالهم وهداياهم وسياحتهم، بل لأنّنا بتنا نعيشُ على الوعد الدائم بعودتهم. عودةٌ تحمل الفرح والأمل والأمان. فهل يُحقّقون الوعود التي قطعوها لعائلاتهم وأصدقائهم هذا الصّيف؟ هل يعودون رغم كلّ المخاطر؟
حبّذا لو سُلِّمت كلّ الوزارات للمُغتربين، لكانوا صنعوا العجائب في لبنان وهم غير عالمين أنّهم أعجوبة لبنان الكبرى. عندها، ربما، قد نُضيف حقيبة واحدة وأخيرة الى الوزارات القائمة، وزارة السّعادة، ونعني بها أيضاً، حقيبة العودة.