باراك في بيروت … ماذا جاء في الرد اللبناني؟!

وصل المبعوث الأميركي، توماس باراك، صباح اليوم إلى العاصمة بيروت، في إطار جولة تهدف إلى متابعة المبادرة الأميركية الخاصة بتسليم سلاح حزب الله، وتثبيت الاستقرار على الحدود الجنوبية للبنان.

وتوجّه باراك فور وصوله إلى قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون، وعددًا من كبار المسؤولين اللبنانيين، في مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، حاملاً في جعبته ملفًا أميركيًا بالغ الحساسية، يطرح خريطة طريق لتقليص نفوذ حزب الله وسحب سلاحه، مقابل ترتيبات أمنية وسياسية تضمن للبنان استقرارًا طويل الأمد ودعمًا دوليًا.

وخلال اللقاء، سلّم الجانب اللبناني المبعوث الأميركي وثيقة رسمية من سبع صفحات، تمثل الرد اللبناني على الاقتراح الأميركي الذي سبق أن قدّمه باراك خلال زيارته في 19 حزيران الماضي. الوثيقة جاءت مدروسة ومحكمة الصياغة، وتضمنت ملاحظات لبنان وشروطه لتحريك هذا المسار، ربطًا بانسحاب إسرائيلي مسبق من الأراضي اللبنانية المتنازع عليها، وضمانات دولية تمنع تجدد الاعتداءات على الأراضي اللبنانية.

ووفق مصادر مطلعة، فقد عبّر باراك عن ارتياحه الكبير لمضمون الرد اللبناني، واصفًا إياه بـ”المذهل وغير المسبوق”، مشيرًا إلى أنه يشكّل قاعدة جدية يمكن البناء عليها للمضي قدمًا في هذا الملف الشائك. وأضاف أن الرد يعكس نضجًا سياسيًا ورؤية واضحة، داعيًا القادة اللبنانيين إلى “اغتنام الفرصة” والمضي في هذا المسار التاريخي، على حد وصفه.

الزيارة تأتي وسط تصعيد إسرائيلي مستمر، تخلّلته غارات جوية استهدفت مواقع في الجنوب اللبناني والبقاع، ما يعكس محاولة ميدانية لفرض شروط سياسية عبر الضغط العسكري. في المقابل، لا يزال حزب الله يرفض مبدأ نزع سلاحه خارج إطار تسوية شاملة تضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتوقف الاعتداءات الجوية، إضافة إلى تطبيق القرار 1701 بصورة متوازنة.

باراك، الذي سيغادر بيروت مساءً، يُنتظر أن يرفع تقريرًا مفصلًا إلى الإدارة الأميركية، ويتواصل مع الحلفاء الإقليميين لمتابعة الرد اللبناني.

Don't miss a post!

Subscribe for free and be the first to be notified of updates.