العميد الجمل … نصر بيروتي خارج الحسابات

 

الجمل وما حمل ..

من أمام سيارة خارجة عن الخدمة و في موقف خاص في منطقة كورنيش المزرعة ، يحمل قنينة ماء جالسًا على كرسي بلاستيك إنتظر النتيجة برفقة ” الشباب “كما يقول ..

بعيدًا عن منطق الخسارة والربح، والحسابات الشخصية، والانقسامات السياسية، يطرح البعض سؤالًا مهمًا: ماذا حدث حقًا؟ هل كان ردًا سياسيًا أو حزبيًا؟ أم حالة عاطفية وجدانية بيروتية شعرت فيها بيروت؟

الإجابة ببساطة تكمن في شخصية محمود الجمل، المعروف بين الناس بـ”العميد” فهو لا يشبه السياسيين المعتادين، بل هو انعكاس حي للأحياء والناس والانفعالات والشهامة البيروتية
شخصية جاذبة للكبار و الصغار ، حنونة على أهلها و متواضعة حتى وصل الأمر إلى أن يغني له الناس بـ”طلع البدر علينا” في أحد المرات اثناء جولته بزواريب طريق الجديدة ! ،

هو أمر غير معتاد فعلا ” لكن يدل على ارتباطه العميق والوجداني مع الأهالي .

اتى الرجل حاملاً بين يديه جذور بيروت وعاداتها وتقاليدها ليمرر البيارته عبره امرين التمسك بالتقليد و عدم الإكتراث للعبة الأرقام .

وهو بالضبط ما افتقدته بيروت طويلاً: صوت.. يتحدث بلغتها وببساطة، تعبير صادق عن توق البيارتة لوجه يشبههم يخرج من أحيائها ، ولصوت عسكري صلب يدافع عن مدينته بكل عفوية و صدق .

بيروت، التي طالما لا تستلطف أداء الأحزاب بسبب سوء تعامل ممثليها مع الأهالي من رفع شعارات و تجاوزات شخصية و تحدي حصلت و لم تعالج كما يجب

هذا الرجل الذي تعرض في فترة من الفترات للظلم والاستبعاد حتى من قيادة “تيار المستقبل” نفسها ، كان ضحيّة طبيعته الصادقة وغير المتصنعة و تم ازاحته بفتره من الفترات .

وهكذا، حمل العميد محمود الجمل بيروت في قلبه، ونجح في أن يلمس وجدانها، محققًا نصراً يتجاوز كرسي البلدية ، ويعبّر عن روح المدينة الحقيقي شئنا ام ابينا

بيروت كانت عادلة أمنت المناصفة وأثبتت انها ترفض فكرة الفرز والتقسيم ممثلة بإبراهيم زيدان وأعطت حق عميدها شعبيا

الآن هو وقت العمل و التعاون لنبتعد عن الخصومة التقليدية و نعمل سويا لأجل بيروت كل بيروت!

Don't miss a post!

Subscribe for free and be the first to be notified of updates.