Latest News
- الرئيس عون لبراك: رسالة من الجنوب إلى واشنطن … ومفتاح الإصلاح يبدأ من التلال الخمس
- مغادرة بلا غرامات ولا عوائق: الأمن العام يُسهّل سفر من انتهت إقامتهم عبر مطار بيروت
- تحرّك مرتقب في بيروت … الأمن العام يغيّر موقعه!
- اليوم الرابع من النار: إسرائيل تقصف قلب طهران وإيران تضرب تل أبيب … وسط تحذيرات دولية من حرب شاملة
- تصعيد ناري بين إيران وإسرائيل … مئات القتلى وغارات متبادلة
- ليلة النار في طهران … غارات اسرائيلية وأسماء بارزة بين الركام
- غارات اسرائيلية على جنوب لبنان …
- توقيف امين سلام! … لماذا؟!
- خروج الإمارات ودخول لبنان … الاتحاد الأوروبي يغيّر القائمة السوداء
- لبنان والأردن يعززان التعاون الاستراتيجي: قمة تاريخية تعزز الأمن والسلام والتنمية المشتركة
كتبت مريم حرب في موقع mtv:
نهرب من المرآة حتى لا نرى عيوبنا، وقد خَلقنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة أقرب ما تكون إلى الكمال الذي نبتغيه. في عالم، أمسى للصورة فيه، تأثير في تغيير مجرى الأحداث وصناعة رأي عام وخلق شخصية من عالم الخيال، ما عادت الناس تشبه نفسها، وما عادت تفكّر إلّا بحكم الآخرين، وتتصرّف على هذا الأساس.
مع الاستعمال المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي، وتطوّر التقنيات والوسائل والبرامج التي تساعد على إدخال تعديلات على الصور والأشخاص الظاهرة فيها، دخل العالم في مرحلة تكوين صورة وخلق شخص جديد. “هنا يكون الأفراد عرضة لنظرة الآخرين ولحكمهم وفي كثير من الأحيان يتلقون أحكامًا سلبيّة ما يؤثّر على النفسيّة، ولهذا الموضوع تأثير خصوصًا على المراهقين الذين يعيشون أزمة هوية”. الكلام المعالجة النفسية التحليليّة النظمية والسلوكية المعرفية إليانا قشعمي، التي تشير، في حديث لموقع mtv، الى أنّ “هوية المراهقين تتزعزع وتصبح مرتبطة بآراء الآخرين وحكمهم عليهم”. وتضيف: “الأمر لا يقتصر فقط على المراهقين إنّما أيضًا على كلّ فرد يعاني من نقص في الثقة وعدم تقدير للذات ما يدخلهم في مشاكل نفسية كالإكتئاب”.
إلى نظرة الآخرين، فإنّ استخدام التقنيات والذكاء الاصطناعي لتجميل صورة يؤدي إلى ظهور صراع بين الشخص ونفسه. وتلفت قشعمي إلى أنّ “علاقة غير حقيقية ومتوترة تُخلق في كلّ مرّة ينظر الشخص إلى نفسه في المرآة ويرى تفاصيل في وجهه وجسده مغايرة عمّا أظهره في الصورة، ما يؤدي إلى عدم رضى عن النفس”.
وتذكّر قشعمي أنّ “الشبكات الإجتماعية مرآة مشوّهة عن الواقع وعلينا أن ندرك أنّ قسمًا كبيرًا ممّا نراه على هذه المواقع هو عبارة عن وهم قد نصدّقه”.
أظهرت الدراسات أنّ النساء اللواتي يعانَين من الإكتئاب وقلة النوم أو لديهنَّ صورة سلبية عن أجسادهنّ ووجوههنَّ يسعَينَ لخلق صورة ترضيهنَّ، حتى ولو كذّبنَ على أنفسهنّ.
صحيح أنّ النساء بشكل عام يهتميّنَ بصورتهنّ، إلّا أنّ الرجال وخصوصًا السياسيين منهم، يستخدمون هذه الأدوات التجميلية كجزء من حملة إقناع الرأي العام بقضيتهم. فمثلًا مع السنوات الأولى لاختراع الفوتوشوب، طلب هيتلر من مصوّره حذف وزير الدعاية المقرب منه جوزيف غوبلز من الصورة بمحاولة منه لإظهار نفسه الشخص الوحيد الذي يمتلك النفوذ في ألمانيا النازية. اليوم، ووسط الصراع بين الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، يستخدم الأخير مواقع التواصل الاجتماعي والأدوات والبرامج المتاحة لتشويه صورة منافسه. وتؤكّد قشعمي أنّ “الناس تميل إلى تصديق كل ما هو جميل والاقتناع به ولو على حساب المضمون”. وتردف: “أصحاب الشخصيات النرجسيّة الذين يعتبرون أنفسهم أعلى وأقدر من غيرهم يركّزون على تكوين صورتهم بأفضل طريقة ممكنة”.
بين الوهم والواقع، يجب ألّا تضيع حقيقة أنّ الجمال يكمن في الاختلاف لا التشابه. ومهما سعينا لخلق صورة لن نرضى عمّا نراه طالما لا نقدّر ما نحن عليه ونعزّز ثقتنا في عالم إفتراضي لا يشبه الطبيعة الإنسانية.