تحقيق ل”يديعوت احرونوت”: هكذا زرع الموساد أجهزة سرية ومهّد لـ83 قنبلة لاغتيال نصرالله!

قبل أيام من حلول الذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” حسن نصرالله (27 أيلول/سبتمبر)، يواصل الإعلام العبري نشر تفاصيل جديدة عن العملية التي وُصفت بـ”التاريخية” خلال الحرب الأخيرة في لبنان.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” كشفت أنّ عملاء من “الموساد” زرعوا أجهزة خاصة داخل المخبأ السري لنصرالله في الضاحية الجنوبية، وذلك قبل تنفيذ الغارات التي أسقطت 83 قنبلة جوية على المبنى.

وبحسب التقرير، فإنّ التحضيرات لهذه العملية كانت معقدة وخطرة مقارنةً بعملية “البيجير” (17 أيلول/سبتمبر 2024)، إذ تسلّل عدد من الأشخاص إلى حي في حارة حريك حاملين طروداً مموهة، وهم يدركون أنّ اكتشافهم يعني الإعدام الفوري أو فضيحة أمنية كبيرة لإسرائيل. هؤلاء الأشخاص ساروا في الأزقة الضيقة متلاصقين بالجدران، بانتظار أن يكون مُشغّلهم قد نُسّق مع سلاح الجو لتفادي استهداف المسار الذي يسلكونه.

الهدف، وفق الصحيفة، كان مبنى سكنياً شاهقاً يخفي تحته المقر الرئيسي والسري لقيادة الحزب، حيث أشارت معلومات استخباراتية إلى أن نصرالله سيجتمع هناك مع قائد فيلق القدس في لبنان عباس نيلفوروشان، وقائد جبهة الجنوب في الحزب علي كركي.

الأجهزة التي زُرعت داخل المخبأ طُوّرت عام 2022 بالتعاون بين وزارة الدفاع الإسرائيلية وسلاح الجو وشركتي “رفائيل” و”إلبيت”، ومهمتها ضمان دقة عالية في إصابة القنابل المخترقة للأعماق، حيث قد يفشل الهجوم إذا انحرف الهدف متراً واحداً فقط.

في يوم الاغتيال (27 أيلول/سبتمبر 2024)، أسقطت عشر طائرات إسرائيلية 83 قنبلة من طراز BLU-109 الأميركي، زنة كل منها طن واحد، فيما طالب وزير الدفاع يوآف غالانت بزيادة عددها لضمان مقتل نصرالله.

وترى الصحيفة أنّ الجيش الإسرائيلي اعتمد تكتيك “الخداع التدريجي”، من خلال اغتيالات متفرقة وتدمير مخازن الصواريخ الدقيقة، بينما كان نصرالله متمسكاً بمعادلة الردع، مقتنعاً بأن إسرائيل لن تقدم على استهدافه بشكل مباشر.

ورغم نجاح عملية الاغتيال، تقدّر الاستخبارات الإسرائيلية أنّ خليفته الشيخ نعيم قاسم قادر على إدارة الحزب، في وقت يتحدث الإعلام العبري عن تراجع ثقة القاعدة الشيعية بـ”حزب الله”، مع استمرار امتلاكه ترسانة من الصواريخ والمسيّرات شمال الليطاني.

وتختتم “يديعوت أحرونوت” تقريرها بالقول: “قصة نصرالله انتهت، لكن قصة حزب الله لم تنتهي بعد”.