آخر الأخبار
- لماذا الأسهم مصوبة على “سلام”؟
- “التحكم المروري”: إعادة فتح السير على الطريق الدولية في عاريا باتجاه الجمهور وحركة المرور كثيفة
- “الوكالة الوطنية”: غارة إسرائيلية على مدينة بنت جبيل
- الجامعة الأمريكية العلوم والتكنولوجيا AUST : رسالة عطاء وامل وتضامن
- الطبش: هي لحظة التضامن والتكاتف والوحدة في مواجهة العدو الصهيوني المجرم
- حمية يستثني من قرارته الريجي و كازينو لبنان و يتجه للسيطرة على مرفأ بيروت !
- الحلبي:”جامعة ال AUST تتمتع بسمعة أكاديمية مهمة في سوق العمل”!
- نائب رئيس جامعة ال AUST “رياض صقر” ضيفا على برنامج صباح اليوم على الجديد يتحدث فيه عن دور الجامعة في تقوية الطالب
- طلاب AUST يواصلون مسيرتهم المميزة نحو تسجيل إنجازات علمية.
- توقيف رياض سلامة: حماية داخلية أم رفع الغطاء ؟
كتبت صحيفة “النهار”: في الذكرى الـ 17 لحرب تموز، لم تكن الأنظار مركزة على الحدود الجنوبية حيث برزت بعض المخاوف من حادث غامض تفاوتت حوله الروايات فحسب، بل ان تشابكا واسعا في الأولويات والتطورات الضاغطة بقوة على لبنان بدا مستحوذا على المشهد الداخلي. هذا التشابك تراوح بين التوتر الناشئ على الحدود الجنوبية وما يثار في شأن الترسيم البري وانطلاق عمليات الحفر البحري، وبين التطور الصادم المتمثل في تصويت البرلمان الأوروبي على قرار بدعم بقاء النازحين السوريين في لبنان تغلفه نبرة ادانة “مهينة” للشعب اللبناني، ولو ان القرار لا يحمل صفة تنفيذية، وصولا الى انطلاقة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في الجولة الثانية من مهمته من الرياض، فضلا عن ازدياد الغموض حيال مصير ازمة حاكمية مصرف لبنان في وقت مثل الحاكم الحالي رياض سلامة مجددا امس امام القضاء اللبناني، وسيعاود المثول الثلثاء. كل هذا اسبغ مناخا شديد التوهج على الأجواء الداخلية فيما تترقب الأوساط السياسية وصول الموفد الفرنسي الى بيروت في مطلع الأسبوع المقبل على الأرجح لتبين طبيعة المهمة والأفكار والاتجاهات التي سيحملها والتي ستكون حصيلة للقاءاته في الرياض والدوحة حيث سيشارك في اجتماع اللجنة الخماسية التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر، في حين بدا لافتا تصعيد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس مواقفه الرافضة للحوار كما يطرحه الفريق الممانع في رسالة مباشرة وواضحة الى الموفد الفرنسي قبيل عودته الى لبنان.
اذن وقبل ساعات قليلة من القاء الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء امس كلمة في الذكرى الـ 17 لحرب تموز، سجلت سخونة عند الحدود الجنوبية مع حصول حادث أدى وفق ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر أمني الى إصابة عناصر من “حزب الله” في “هجوم” على الحدود. وجاء ذلك بعد سماع دويّ انفجار في بلدة البستان بين الناقورة ومدينة صور.
الانفجار الذي وقع عند الحدود كما بثته وسائل اعلام اسرائيلية.
وفيما لم يكن الجيش اللبناني او اليونيفيل او “حزب الله” اصدروا بعد أي بيان يوضح ما جرى، صدر أوّل تعليق إسرائيلي على الحادث اذ نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مقطع فيديو يُظهر شباناً يسيرون أمام السياج الحدودي مع لبنان، قبل أن يتمّ استهدافهم، وعلّق قائلاً: “اقترب عدد من الأشخاص إلى السياج الأمني على الحدود مع لبنان وحاولوا المساس في منطقة العائق الأمني، حيث رصدتهم القوات الإسرائيلية واستخدمت وسائل لإبعادهم”. وأعلن أدرعي أنّ “هوية الأشخاص غير معروفة”، مضيفاً: “سنواصل العمل لمنع أيّ مساس بالسياج الحدودي”.
كما جرى تناقل معلومات عن أنّ الانفجار قد يكون ناجماً عن تصدّي عناصر “حزب الله” لمسيّرة إسرائيلية في المكان، تم تفجيرها عن بعد، وسط استنفار للجيش اللبناني.
نصرالله
وتناول نصرالله في كلمته مساء المستجدات الأمنية الحدودية وإصابة 3 عناصر من “حزب الله”، فقال: “أنتظر نتائج التحقيقات لمعرفة حقيقة ما حصل عند الحدود اليوم، لأن ثمّة أكثر من حادث حصل”. وبالنسبة لأراضي الغجر واحتلالها من قبل اسرائيل ذكّر نصرالله أن “إسرائيل أطلقت عمليات السياج شمال الغجر منذ سنة قبل نصبنا الخيم، وهذه الأراضي لبنانية معترف بها دولياً ولا سجال حولها، والجيش حاول المنع لكنه فشل”. وكشف أن “الخيمتين اللتين نصبناهما أضاءتا على الوضع عند الحدود الجنوبية، ما أدّى إلى تحرّك المجتمع الدولي، والخيمة الأولى نُصبت داخل خط الانسحاب في مزارع شبعا فيما الثانية تقع في الأراضي اللبنانية”. واعتبر أن “إسرائيل لم تتعرّض للخيمة لأنها تعرف ان لذلك تبعات، وهي دفعت بالوساطات الدولية لحل الملف”. وشدّد على أن “ما من شيء اسمه ترسيم الحدود البرّية لأن الحدود مرسّمة بين لبنان وفلسطين، وثمّة نقاط تحتلها إسرائيل لم نحرّرها لأنها مسؤولية الدولة اللبنانية، والغجر أرض لبنانية”.
وفي الملف السياسي الداخلي، أكّد نصرالله أن الثنائي الشيعي “لا يُريد إلغاء الطائف ولا المثالثة، والهدف مما يُشاع توتير الجو طائفياً”، لافتاً إلى أن “السياديين هم من يتحدّثون عن الفيديرالية وتغيير تركيبة لبنان”. وقدم مطالعة مطولة نفى فيها ان يكون الثنائي الشيعي يطالب باي ضمانات دستورية او غيرها في موقفه من الانتخابات الرئاسية كما نفى ان يكون سعيه الى ضمانات لسلاح المقاومة . واللافت ان نصرالله الذي اكد التمسك بترشيح سليمان فرنجية شدد للمرة الأولى على ان الضمانة الوحيدة التي نطلبها هي شخص الرئيس. وإذ لفتت مقاربته لدعم انتخاب كل من الرئيسين اميل لحود وميشال عون، وسليمان فرنجية قال ان “الثنائي الشيعي يؤمن بأنّ رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية شجاع و”عندو ركاب” ولا يطعن المقاومة في ظهرها ولديه المواصفات لأن يكون رئيساً للجمهورية” .
القرار الصادم
اما “الصدمة”الأوروبية للبنانيين فتمثلت في ما اعلنه النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي تييري مارياني امس من ان “البرلمان الأوروبي صوّت بأغلبية ساحقة على قرار يدعم إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان” . وقال في تغريدة في حسابه في تويتر: “من بين المسؤولين الفرنسيين المنتخبين، فقط أولئك الذين ينتمون إلى التجمع الوطني صوتوا ضد هذه الإهانة للبنانيين ومستقبلهم”.
وكان مارياني وجّه الثلثاء، رسالة مصورة الى اللبنانيين، حذرهم فيها من “قرار سيتم التصويت عليه في البرلمان الاوروبي الاربعاء 12 تموز”، منبها الى ان نص القرار “طعنة حقيقية في ظهر اللبنانيين”. وأوضح في تسجيل مصور له، نشره في حسابه في تويتر، ان قرار البرلمان الاوروبي “يتهم الشعب اللبناني بالسماح للخطاب المناهض للاجئين بالازدهار”. وقال: “البرلمان الاوروبي سيتهم تقريبا أحد أكثر الشعوب ترحيباً بضيوفه، بكراهية الاجانب”، و”الأسوأ من ذلك يدعو مجددا إلى ابقاء اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية بدلاً من إعادتهم الى سوريا”.
في غضون ذلك فوجئت الأوساط اللبنانية بالانباء عن شروع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في تحركه الجديد امس من خلال لقائه في الرياض المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء نزار العلولا، في ديوان وزارة الخارجية بما شكل مؤشرا متقدما حيال اقتراب وصول لودريان الى لبنان في الأيام المقبلة . وأفادت المعلومات عن لقائه العلولا انه جرى عرض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وبحث تطورات الملف اللبناني. كما تمت مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
جعجع
ووسط تصاعد التوقعات في شأن طرح الحوار لدى عودة لودريان الى لبنان لوحظ ان “القوات اللبنانية ” حرصت على رفع وتيرة رفضها لحوار يستبق الانتخابات الرئاسية بشروط القوى الممانعة. وابلغ رئيس حزب “القوات” سمير جعجع السفيرة الأميركية دوروثي شيا “استغرابه الدعوة الى الحوار من قبل معرقلي الانتخابات الرئاسية، فيما لو التزم هؤلاء بما يمليه عليهم الدستور ولم يخرجوا من داخل قاعة المجلس النيابي بغية تطيير النصاب، لكان لبنان اليوم ينعم برئيس جديد للبلاد يخطط كيفيّة وضع لبنان على سكة الإنقاذ”. وأوضح جعجع مجدداً أن” الحوار بالشكل الذي يطرحه فريق الممانعة هو حرف للنظر وحرمانٌ للبنانيين من فرصة إنتخاب الرئيس، التي كادت ان تتحقق في جلسة 14 حزيران التي خرجوا منها بهدف عرقلتها، انطلاقاً من هنا ،من الواجب عليهم اليوم الدعوة الى جلسة انتخاب بدل طاولات الحوار، وعقد دورات متتالية تماما كما حصل عند انتخاب رئيس لمجلس النواب الأميركي في كانون الثاني الماضي ، باعتبار أن هذا هو الطريق الوحيد نحو انتاج رئيس للجمهورية.
وكان جعجع ابلغ الموقف نفسه الى المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ، قبيل مغادرتها الى نيويورك حيث ستعرض تقريرها السنوي حول القرار 1701 في مجلس الامن. وتطرّق جعجع الى الملف الرئاسي العالق واعتبر ان “تمسّك فريق الممانعة بالحوار وفق الشكل الذي يطرحه ، هو بهدف تشتيت الأنظار وتضييع الفرصة السانحة امام اللبنانيين”، شدّد على “ضرورة إقلاع هذا الفريق عن سياسة التعطيل التي ينتهجها والتوجه الى المجلس النيابي، وعدم الخروج منه قبل انتخاب الرئيس العتيد الذي طال انتظاره”.
وفي حديث تلفزيوني مساء قال جعجع: “لحقنا الكذاب على باب الدار ومن هذا المنطلق لن نضيّع وقتا إضافيا على اي حوار فهو لن يوصلنا إلى مكان”.
وأكد ان “غالبية فرقاء المعارضة ترفض الحوار بصيغته، فلو كانت نية حزب الله إنهاء الفراغ لكان التقى نوابنا في البرلمان، ولكان الرئيس بري قدّم أسماء، وحين دعانا البعض الى تسمية مرشحين، رفضوا ميشال معوّض وصلاح حنين وسواهم من الأسماء وأصروا على سليمان فرنجيّة، وهم يحاولون جاهدين إقناع المعارضة به”.