السويداء على حافة الانفجار مجدداً … اتفاق التهدئة يترنّح وسط الدماء والنار!

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تجدّد الاشتباكات في الأحياء الغربية لمدينة السويداء، بين مقاتلين محليين من أبناء الطائفة الدرزية ومسلحين من عشائر البدو، عقب خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم برعاية دولية.

وجاء هذا التصعيد في وقت بدأت فيه قوات تابعة لوزارة الداخلية والأمن العام بالانتشار في محيط المدينة، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من التفاهمات التي تهدف إلى خفض التصعيد وضبط خطوط التماس. وبحسب مصدر في وزارة الإعلام السورية، شُكّلت لجنة طوارئ حكومية لتوفير المساعدات والخدمات الأساسية، استعداداً للمرحلة الثانية التي تنص على تعزيز التهدئة وإعادة إعمار البنية التحتية، على أن تُفعّل مؤسسات الدولة تدريجياً في المرحلة الثالثة.

الاشتباكات الأخيرة تزامنت مع هجوم شنّته مجموعات مسلحة من عشائر البدو على قرية كفر اللحف غرب المدينة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان. كما استهدفت قوات العشائر قرية أم الزيتون بالقصف، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود أنباء عن إصابات بشرية.

ووثّق المرصد السوري قيام مسلحين من العشائر بعمليات نهب لمنازل في قرية السويمري، فيما شهدت المدينة توترات محدودة صباح اليوم، ترافقت مع عمليات تمشيط عقب اشتباكات عنيفة خلال الليل، أسفرت عن مقتل أحد المهاجمين واعتقال عدد آخر.

وأثارت الأدلة التي عُثر عليها في حوزة بعض المهاجمين – ومنها بطاقات صادرة عن وزارة الدفاع ورايات تحمل شعار “إدارة العمليات العسكرية” – تساؤلات حول هوية تلك المجموعات وخلفياتها.

وبحسب المرصد، أقدم المسلحون على إطلاق نار عشوائي، ونشر قناصة في عدد من أحياء المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين. كما حصل المرصد على تسجيل مصور يُظهر مجموعة مسلحة ترتدي زي عناصر أمن وهي تعتدي على مواطنين وتختطفهما، ما أثار سخطاً واسعاً بين الأهالي.

وفي تصعيد خطير، قُتل صباح اليوم شيخ من أبناء الطائفة الدرزية برصاص نفس المجموعة المسلحة، وفق مصادر محلية.

من جانبها، أدانت “حركة رجال الكرامة” ما وصفته بـ”الانتهاكات الفظيعة التي ترتكبها مجموعات إرهابية مدعومة من الحكومة”، مؤكدة مواصلة القتال دفاعاً عن المحافظة، ومتهمة هذه الجماعات بخرق الاتفاقات بتغطية إعلامية متواطئة.

وجاء في التصريح الصحفي: “حتى لحظة صدور هذا التصريح، تواصل المجموعات الإرهابية المدعومة من الحكومة هجماتها على القرى والمدن، حيث تستهدف المواطنين الآمنين، وتحرق ممتلكاتهم، وترتكب الانتهاكات الفظيعة، كل ذلك على مرأى ومسمع العالم بأجمعه… إن حركة رجال الكرامة تواصل تزف الشهداء من مختلف محاور المواجهة دفاعاً عن محافظة السويداء، مع تأكيدنا على أن مقاومة الغزاة الإرهابيين تشكل واجباً وطنياً وأخلاقياً لا غبار عليه… كما نؤكد أن الإرهابيين، بدعم واضح وتسهيلات من الحكومة، يخرقون جميع الاتفاقات والمعاهدات عبر استمرار اعتدائهم وهجماتهم على المدنيين، مستفيدين من غطاء إعلامي رخيص يقدمه إعلامهم المتواطئ”.

ووفقاً للمرصد السوري، فإن حصيلة الضحايا منذ اندلاع المواجهات قبل سبعة أيام ارتفعت إلى 940 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيين، وسط مخاوف متصاعدة من انهيار الهدنة وعودة الاشتباكات بوتيرة أعنف.

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.