السعودية واليونسكو أطلقتا من الرياض حوار التوثيق الرقمي لتعزيز مبادرة الغوص في التراث والحفاظ على المواقع التراثية

عقدت المملكة العربية السعودية ولجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فعالية جانبية على هامش الدورة الـ 45 الموسعة للجنة التراث العالمي التي عقدت في الرياض هذا الأسبوع.
ركزت الفعالية على مبادرة “الغوص في التراث” التي تستهدف تعزيز التوثيق الرقمي باستخدام تقنيات رقمية مبتكرة تستخدم في التعريف بالمواقع التراثية العالمية المدرجة على قائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو.
انطلقت مبادرة “الغوص في التراث” بدعم من وزارة الثقافة السعودية، حيث انبثقت عنها منصة إلكترونية معنية بالمواقع التراثية العالمية، تقوم على أحدث ما توصلت إليه التقنية الرقمية، كالنماذج الثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والواقع المضخم والخرائط التفاعلية القادرة على ابتكار مشاهد رقمية حقيقية ودقيقة.
تم تأسيس صندوق التنمية الثقافي في العام 2021 بعد تعهد حكومة المملكة العربية السعودية بتقديم 25 مليون دولار أميركي لتمويل مشاريع اليونسكو حول الاستراتيجيات والخطط الرامية للحفاظ على التراث العالمي.
تمتد المرحلة (1) من مبادرة ” الغوص في التراث ” ما بين عامي 2022 – 2024. وسيتم خلالها إنشاء منصة رقمية تسمح للأفراد بالاطلاع على المواقع التراثية العالمية المنتشرة على امتداد العالم العربي. ومن المقرر إطلاق المنصة وإتاحتها للعموم في نهاية المرحلة (1) من عام 2024، وبعد أن تتمكن بقية المناطق الأخرى من الاستفادة من المبادرة.
ونوه المدير العام المساعد للثقافة في منظمة اليونسكو إرنيستو أوتون، بالمبادرة وقال: “إننا ندخل عصراً رقمياً جديداً على صعيد اكتشاف التراث العالمي والحفاظ عليه“.
أضاف: “ستسمح التقنيات والإمكانات اللامحدودة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي بتغيير الطريقة التي يتعامل بها الناس مع التراث، وذلك عبر أمور عدة منها مبادرة “الغوص في التراث”، والتي أظهرت الاستعمال الرائع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال إسهامها في إدخال الحيوية في المواقع التاريخية بصورة تفاعلية لم يسبق لها مثيل. أيضاً، لعبت السرديات والقصص التي تتيحها تلك التطبيقات دوراً كبيراً في حفظ التراث للأجيال المقبلة، وتمكين الجيل الحالي من أن يعيش حالة من التاريخ الغابر“.
تضمنت الفعالية إقامة حلقة نقاشية شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين، تم التركيز فيها على الطريقة التي يمكن للتقنية أن تسهم عبرها في الحفاظ على التراث وتوثيقه وإظهاره للمهتمين من خلال استعمال تقنيات السرد القصصي الرقمي.
وكان من المتحدثين في الفعالية، وبالتحديد حول مستقبل المنصة الرقمية كل من مدير موقع جدة التاريخية الأستاذ سهيل ميرا (المملكة العربية السعودية)، رئيسة كرسي اليونسكو الدكتورة هبة عزيز عن التراث العالمي والسياحة المستدامة في الجامعة الألمانية (سلطنة عمان)، من اللجنة الدولية لتصوير المواقع الأثرية التابعة للمجلس العالمي للمواقع الأثرية الدكتور أونا فيليكيس، نائب مدير برنامج التطبيقات التشغيلية للأقمار الصناعية التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث الأستاذ أوليفر فان دام،  والمدير بالإنابة للمركز العربي الإقليمي للتراث العالمي الشيخ إبراهيم الخليفة.

مثلت الفعالية فرصة لإظهار بعض النتائج الأولية لمشروع “الغوص في التراث”، مع عرض صور ونماذج فيديو ثلاثية الأبعاد بدقة عالية لمواقع تراثية عالمية، بالإضافة إلى نسخ مطبوعة ثلاثية الأبعاد مكنت الحضور من الاطلاع على العمليات الرقمية التي أجريت أثناء إنشاء منصة ” الغوص في التراث“.
https://whc.unesco.org/en/dive-into-heritage/

وكانت المملكة العربية السعودية استضافت الدورة الـ45 الموسَّعة للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بدعم لامحدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقد عقدت الدورة في العاصمة السعودية الرياض ما بين 10 – 25 أيلول 2023، سلطت خلالها الضوء على جملة من المسائل، من أهمها التزام المملكة دعم الجهود الدولية المعنية بالحفاظ على التراث العالمي وحمايته، وبما يتفق مع أهداف منظمة اليونسكو في هذا الشأن.
يذكر أنَّ صندوق التنمية الثقافي في السعودية تأسَّس بموجب المرسوم الملكي رقم M/45 الصادر في 6 كانون الثاني2021. والصندوق مرتبط تنظيمياً بصندوق التنمية الوطني. وقد جاء تأسيسه بهدف تطوير القطاع الثقافي وتحقيق الاستدامة فيما يتعلق بدعم الأنشطة والمشاريع الثقافية، وتسهيل الاستثمار الثقافي، وتعزيز ربحية القطاع، وتمكين المواطنين المهتمين من المشاركة في الأنشطة الثقافية، والإسهام في تحقيق أهداف استراتيجية الثقافة الوطنية ورؤية السعودية 2030.

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.