مهمة هوكشتاين ليست في البلوك 9… ونغمة الاغتيالات تعود!

وصل كبير مستشاري الرئيس الاميركي جو بايدن، صاحب انجاز الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين في زيارة تستمر إلى يوم غد، لمتابعة اتفاق الحدود البحرية بعد أن باشر لبنان التنقيب في البلوك رقم 9 ولكن هذه الزيارة وفق المتابعين لا تقتصر على الإطلاع على ما تم انجازه بل تتخطاه بأشواط.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم بيرم أن زيارة هوكشتاين، تتعلّق بمهمة أخرى عنوانها ترسيم الحدود البرية أي تحسينا للترسيم البحري. لافتا إلى أن “هوكشتاين يحاول لعب الدور الذي لعبه في قضية الترسيم البحري، وهو يقوم بمحاولة تهدئة الأوضاع على الحدود وليس أكثر من ذلك، فإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية جادة بمسألة الترسيم البري فهو بحاجة إلى كثير من الوقت لإنجازها”.

ويفضل عدم تسمية الأمر بترسيم بري بل عملية تظهير للحدود، فلبنان لا يعترف بشيء إسمه الترسيم بل بشيء تحت مسمى تظهير الحدود، أي بما معناه يحدد الخلاف حول الـ 13 نقطة، ولكن حتى هذه المهمة صعبة وليست سهلة وبخاصة في منطقة مزارع شبعا، بسبب التداخل الموجود في تلك المنطقة بين لبنان وسوريا وفلسطين.

ويتابع، “يبدو أن الولايات المتحدة بدأت مسارها في هذا الموضوع، لكن لا نعلم كيف ينتهي، فهي بحاجة إلى الكثير من الوقت، تمامًا كما إحتاج الترسيم البحري لفترة طويلة، كذلك فإن هذا الأمر ينطبق على مسألة “التظهير البري”.

وهل الأمر يتعلّق فقط بالنقاط الـ 13 التي “قضمها الخط الأزرق”، يشير إلى أنه “منذ ترسيمها في الثلاثينات والعشرينات، هناك نقاط كثيرة قضمتها إسرائيل، لافتاً الى أن أصعب نقطة في الخلاف هي النقطة B1 بسبب إمتدادها على البحر”.

لذلك، يؤكد أن “الموضوع يلّفه الكثير من التعقيدات وليس سهلا”.

ولكن يعتبر أن السؤال الذي يجب طرحه، هو أن “الاميركيين دخلوا على الخط من أجل تهدئة الموضوع وبالذات على الحدود بالجنوب وتخفيف التوتر الذي ظهر مؤخرا، والتهديدات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، أم أنهم لديهم نية بالبدء في هذا المسار وإنهائه كما حصل في قضية الترسيم البحري”.

وعن التهديدات الإسرائيلية، يستبعد أن “يحصل تصادم في الوقت الحاضر، صحيح هناك نبرة عالية وتهديدات متبادلة وتصعيد كلامي كبير، وعرض عضلات من قبل الطرفين، لكن ليس لأي أحد مصلحة في الوقت الحاضر أن تصل الأمور الى حرب، وحتى حرب الأيام هي مستبعدة، فذلك غير مسموح دوليا وحتى أميركا، ومن المتوقع أن نبقى نسمع هذه النغمة وهي أصبحت عادة”.

ويعتبر أن “الإسرائيليين يحاولون الإستعاضة عن الحرب بمسألتين إحداها فشلت والأخرى قيد الفشل والتي تتعلق بتغيير عمل القوة الدولية العاملة في الجنوب لتتحول كـ “جواسيس”، فإذا سمح لها التحرك وفق ما تريد لن يقبل الحزب بهذا الأمر لأن فيه خرق ، وهي إنتهت الى قرار جديد لمجلس الأمن سيصدر غداً والذي عاد الى القاعدة الاولى والتي هي بان القوة الدولية لا يمكنها التحرك الا بالتنسيق مع الحكومة وهو بمثابة تجميل لغوي لمسألة التنسيق مع الجيش”.

والمسألة الثانية وهي تهديد باغتيال صالح العاروري أو أي قائد من قيادات حماس، يلفت إلى أن “حزب الله والسيد نصرالله يعتبرانها نوع من تغيير قواعد الإشتباك، لأنه في المرة الأخيرة ومنذ عشر سنوات إستطاعت إسرائيل إغتيال حسان اللقيس”.

وعليه، يخلص بأن “هذه هي المعادلة ليس هناك من حرب، بل تهديد، فمن ما يقارب الثلاثة أشهر الحزب هو من بدأ التصعيد الكلامي، ولكنه اليوم خفف من ذلك”.

 

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.