القطاع الذهبي … في سويسرا الشرق  

القطاع الذهبي … في سويسرا الشرق  

 

لبنان، بلد الجمال الطبيعي والثقافة الغنية، روعة الطبيعة وعراقة التاريخ، الحدائق الخضراء، يعتبر وجهة سياحية رائعة في الشرق الأوسط.  

تتميز البلاد بتاريخها العريق، وشواطئها الساحرة الخلابة ذات المياه الصافية، وجبالها المهيبة الشاهقة. ومع ذلك، فإن صناعة السياحة في لبنان تواجه تحديات كبيرة في الوقت الحالي. 

 

تعد الأماكن السياحية في لبنان متنوعة وجميلة، وتجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. من بيروت العاصمة النابضة بالحياة، إلى جبل الشيخ المغطى بالثلوج، هناك العديد من الوجهات التي يقصدها الناس في لبنان. ومن بين هذه الأماكن: 

بيروت، المدينة الحديثة والتاريخية، التي تضم العديد من المعالم السياحية، مثل وسط بيروت، والمدينة القديمة، والمطاعم العربية والغربية المتنوعة. 

جبل لبنان، يتميز بجمال طبيعته ومناظره الخلابة، ويقدم فرصًا رائعة للاصطياف في فصل الصيف وممارسة هواية التزلج شتاءاً. 

تتميز الشواطئ والمنتجعات الساحلية بخدماتها التي لا يختلف على جودة خدماتها كل من المواطنين والمغتربين الزائرين والسياح. 

 

يساهم القطاع السياحي اللبناني تقليدياً بما بين 20% إلى 25% من الناتج المحلي اللبناني، ويؤَمّن فرص عمل لنحو 25% من اليد العاملة اللبنانية، غير أنه تراجع في السنوات الماضية إلى حدود 19%. 

لم يبق أي قطاع اقتصادي في لبنان بعيداً عن الأزمة المستمرة، ويشكل القطاع السياحي نموذجاً حياً، فهو يمر بتحديات صعبة يعاني منها البلد بأكمله.  

تأثرت كل النشاطات السياحية في لبنان بشكل كبير بالأزمة المالية والاضطرابات السياسية، وتأثير جائحة كوفيد-19 أضاف بعدًا إضافيًا لهذه الصعوبات. 

لجأ الكثير من المؤسسات إلى الإقفال الكلي أو الجزئي، وتسريح أعداد من الموظفين، وخفض رواتب الآخرين، ممّا أدى إلى تراجع عدد السياح الوافدين إلى لبنان بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. وتضررت القطاعات السياحية المختلفة مثل الفنادق، والمطاعم، والمنتجعات السياحية التي تقدم الخدمات للشركات السياحية. 

 أفضى كل ما سبق إلى فقدان فرص العمل وتدهور الأوضاع الاقتصادية للعاملين في هذا القطاع وفي غيره من القطاعات التي تقدم لهذا القطاع مختلف الخدمات. 

إن إعادة إحياء صناعة السياحة تتطلب جهودًا حكومية وخاصة مشتركة، وتنفيذ استراتيجيات ترويجية قوية لجذب السياح واستعادة ثقتهم. 

يمكن اتخاذ عدة خطوات لتعزيز السياحة في لبنان. 

أولاً، توفير بيئة أمنية واستقرار سياسي للسياح وضمان سلامتهم. 

ثانيًا، تحسين البنى التحتية السياحية وتطوير الخدمات السياحية وأولها الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات وتطلعات السياح. 

ثالثًا، تسهيل عملية الحصول على التأشيرات وتبسيط الإجراءات للسياح الوافدين. 

رابعاً تنويع المنتجات السياحية وتطوير الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية الهادفة التي تساهم في إعادة إحياء السياحة في البلاد. 

وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن استضافة لبنان للعديد من المهرجانات الموسيقية والثقافية والرياضية التي تجذب السياح تضفي رونقًا خاصًا على البلد وعلى القطاع السياحي. 

خامساً العمل على تعزيز السياحة البيئية والريفية في لبنان، حيث يتمتع البلد بتضاريس متنوعة وجبال خلابة ووديان ساحرة وذلك عبر تنظيم رحلات سياحية دورية وتحديد مسارات للمشي وركوب الدراجات في الطبيعة لاكتشاف الجمال الطبيعي للبلاد. 

بالإضافة إلى ذلك، على الحكومة اللبنانية أن تشجع التعاون بين القطاع العام والخاص من أجل تطوير وتحسين القطاع السياحي وتوفير الخدمات السياحية الممتازة. أهمها أن يتم تنفيذ مشاريع لتطوير المناطق السياحية وتحسين الفنادق والمرافق السياحية وتسهيل التراخيص لهم وإعفاءهم من الرسوم والضرائب. 

علاوة على ذلك، ينبغي تعزيز الترويج السياحي للبنان على المستوى الدولي من خلال حملات تسويقية عبر تسليط الضوء على مزايا البلاد السياحية عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية والمشاركة في المعارض الدولية. 

على الرغم من التحديات الحالية، فإن لبنان لا يزال وجهة سياحية جذابة بتنوعها الثقافي وجمالها الطبيعي، نعم هناك أملٌ في تحسن قطاع السياحة في لبنان في المستقبل حيث يعتبر وجهة سياحية فريدة ومتنوعة، تعطيها ميزة تنافسية حتى في أصعب الظروف. 

 

حسام حلوجي 

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.