اليمين المتطرّف الفرنسيّ واللّبنانيّون… هل نُودّع “الفيزا”؟

كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv: 

شكّلت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبيّ صدمةً عالميّة، مع نجاح اليمين المتطرّف في السّيطرة على الغالبيّة، الأمر الذي انعكس على فرنسا، حيث دعا الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون إلى انتخابات تشريعيّة مبكرة، وباتت البلاد على موعد مع استحقاق انتخابيّ مصيريّ في 30 حزيران. قد يتأثّر لبنان بنتائج هذه الانتخابات، فما انعكاسات فوز اليمين المتطرّف عليه؟

توضح الصّحافيّة والأستاذة الجامعيّة آمال نادر أنّ “سياسة اليمين المتطرّف بالنّسبة للهجرة والمهاجرين وللدّول الأجنبيّة، أكثر تشدّداً من باقي الأحزاب، إن كان اليمين المعتدل أو تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون أو اليسار”.
وتُشير، في حديث لموقع mtv، إلى أنّ “الأولويّة لدى اليمين المتطرّف هي فرنسا والفرنسيّين، وبالتّالي، هناك نوع من العودة إلى الدّولة القوميّة والانعزاليّة والى الانغلاق على الذّات، إذا،ً الأولويّة ليست للخارج بل للدّاخل”.

وتقول نادر، المتخصّصة في شؤون الهجرة: “لبنان لديه خصوصيّة بالنّسبة لفرنسا ولكلّ الأحزاب، حتّى بين زعماء اليمين المتطرّف، هناك صداقات في لبنان ومعه، فتاريخ من التّواصل والصّداقة والعلاقة موجود”، مضيفةً: “الصّداقة اللّبنانيّة – الفرنسيّة لا يمكن أن يتجاهلها اليمين المتطرّف، لكن الأكيد أنّ سياسته ستكون أكثر صعوبةً وأكثر انغلاقاً تجاه كلّ الأجانب، من ضمنهم لبنان”.
وتُتابع: “لكن هناك الخطوط العريضة بالنّسبة للسّياسة الخارجيّة للدّولة التي لا بدّ أن يلتزم بها أي حزب يصل إلى الحكم، بحيث لا يتخلّى عن الثّوابت الأساسيّة في السّياسة الخارجيّة الفرنسيّة، بما معناه الدّفاع عن مصالح لبنان، إذاً فاليمين المتطرّف لن يتخلّى عن ذلك، لكن سيُنفّذها بنظرة شعبويّة وبمفهوم مختلف، فصداقات هذا الحزب تختلف عن علاقات وصداقات الأحزاب الأخرى”.
هل سيحصل اللّبنانيّون على “فيزا” في حال فوز اليمين المتطرّف في الانتخابات التّشريعيّة؟ وهل سيُعانون من التّضييق عليهم؟ تؤكّد نادر، أنّ “سياسة الهجرة لدى اليمين المتطرّف واضحة وهي الحدّ من الهجرة الشّرعيّة وغير الشّرعيّة، وبالتّالي، فإنّ فوز اليمين المتطرّف سيحدّ كثيراً من منح “الفيزا”، أي من وصول الأجانب الى فرنسا، فاليمين المتطرّف المتمثّل بحزب التّجمّع الوطنيّ يريد العمل على هذا الموضوع، على مرحلتين، الأولى، من خلال مراقبة الحدود الأوروبيّة، والثّانية مراقبة الحدود الوطنيّة، للحدّ تماماً من دخول الأجانب”.
وتعتبر أنّ “منح “الفيزا” سيستمرّ لكن سيكون هناك تقنين كبير والشّروط ستصبح أكثر شدّة وتعقيداً، وبالتّالي، الواصلون الى فرنسا من الأجانب لن يتمكّنوا من الحصول على المساعدات المعتادة، كمساعدات الطلاب من الدّولة ومساعدات السّكن، والحماية الصّحيّة، أي، سيُلغى كلّ ذلك، فالأولويّة للفرنسيّين في هذه الأمور”.

وتُضيف: “قد يكون التّعاطي مع اللّبنانيّين أقلّ حدّةً من التّعاطي مع الأجانب الآخرين بفضل العلاقة التّاريخيّة بين لبنان وفرنسا والعلاقة الشّخصيّة لزعماء التّجمّع الوطنيّ مع بعض السّياسيّين اللّبنانيّين، وهذا يبقى احتمال، لكن ذلك لا يعني أنّه لن يُعاد النّظر بالتّقاليد القائمة الآن في التّعاطي مع الأجانب”.
مَن سيفوز في الانتخابات؟ تلفت نادر، إلى أنّ “موجة كبيرة جدّاً لليمين المتطرّف بعد الانتخابات الأوروبيّة، لكن الآن حصل تراجعٌ ضئيل، وهذا ما أثبتته استطلاعات الرّأي، إلا أنّه يبقى متقدّماً جدّاً””ن شارحةً أنّ “هناك ثلاث تجمّعات كبرى: اليمين المتطرّف، الوسطيّون أي ماكرون وحلفاؤه، وتجمّع اليسار (الجبهة الوطنيّة الجديدة)”، مشيرةً إلى أنّ “الاستطلاعات تقول إنّ اليمين المتطرّف سيكون القوّة الأولى في نتائج التّصويت، يليه اليسار ثمّ الوسطيّون”.

إذاً، احتمالٌ كبير أن يفوز اليمين المتطرّف في الانتخابات، لكنّه لن يتمكّن من تشكيل الحكومة لوحده، فلا بدّ له من القيام بتحالفات، وحينها تبدأ لعبة تقديم التّنازلات والاتّفاقات، وفق ما تختم نادر.

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.