عودة صقور لبنان… “شوفِتكم بتشفي”!

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

ليس طريقُ الرحيل عن لبنان وحده مزدحمًا، فصدّقوا أو لا تصدّقوا طريقُ العودة أيضا سالك، رغم أنه محفوفٌ بالكثير من الازماتِ وحتى الحروب، إلا أن قرارَ العودة اتُخذ، وها هم المغادرون يعودون، وفي طليعتهم حصنُ لبنان الاول، ونعني بهم طبعًا الأطباء.

بعد موجة الهجرة الواسعة لأطباء لبنان التي تبعتْ الانهيارَ الماليّ عام 2019، وانفجار مرفأ بيروت عام 2020، سُجّلت في الأشهر الأخيرة عودةٌ لافتة لنسبة كبيرة من هؤلاء، رغم أن الحلّ الشامل لأزماتنا في لبنان لا يزال مفقودا.

وفي هذا الإطار، يوضح نقيب الأطباء يوسف بخاش، أن العددَ الاكبر من الاطباء الذين تركوا لبنان هم ممّن يملكونَ شهاداتٍ من جامعات أجنبيّة وبالتالي يمكنهم بسهولةٍ العمل في أميركا وفرنسا، أما البقية فتوجّهوا إلى بلجيكا والعراق والخليج العربي بعدما تمكّنوا من تسوية ملفاتهم، مضيفا: “العامل المُساعد في عمليّة الهجرة هو أن أميركا والدول الأوروبية خصوصا فرنسا وبلجيكا تعاني من نقصٍ كبيرٍ بالأطباء من عدد من الاختصاصات وقد تمّ التواصل معنا في النقابة حتى نرسلَ إليهم أطباءَ طوارئ”.

وأشار بخاش في حديث لموقع mtv الالكتروني، إلى أن عودةَ الاطباء سببُها عواملُ عدة، أوّلها أن القطاعَ الخاص تأقلم مع الدولار، “المستشفيات والبنزين والأساسيات باتت جميعها بالدولار، وبتنا على مقربة مما كنا عليه قبل أزمة الـ2019″، أما العاملُ الثاني فهو الجهود التي قامت بها نقابة الأطباء لناحية تحصينِ الأطباء من خلال توقيع وثيقةِ التفاهم مع كل صناديق الضمان الخاصة ورفعِ بدل أتعاب الأطباء التي أصبحت 85 في المئة في الأشهر الأخيرة من 2023، وصولا إلى 100 في المئة اليوم، والتي ستصبح 105 في المئة عام 2025.

ولفت بخاش إلى أن النقابة حاولت تنظيمَ العلاقة مع القطاع العام كالجيش والتعاونيات والضمان الاجتماعي، الامر الذي أراح هؤلاء الاطباء وكان عاملا مساعدًا على اتخاذهم قرار العودة إلى لبنان، خصوصا أن عراقيل عدّة تواجههم في الدول التي توجّهوا إليها، مثلا في أوروبا هناك مشكلة الضرائب الكثيرة التي تُفرض عليهم، أما في الخليج فهناك تراجعٌ كبير في معدّل الرواتب التي تعطى.

أما جرّاحو التجميل مثلا فالطلبُ كبير عليهم في لبنان ودول الخليج العربي، وتنقّلهم يُعتبر أمرا غاية في السهولة، حيث أنهم يتوجّهون إلى الخارج حيث يُجرونَ العمليات ويعودون إلى لبنان وبالتالي لا يمكن وضعهم ضمن خانة الأطباء المهاجرين.

في بلدٍ لا يبدو مستقبلهُ واضحا وزاهيا، مع حربٍ تتوسّعُ يوميا على خريطته، يعودُ أطباؤه المهاجرون إليه… هو خبرٌ يبدو من الخيال، لكنه بالفعل واقع.
نقول في لبنان “شَوفة الحكيم بتشفي”… وهنا يصحّ هذا القول، ونضيف: “عودتكم عنجدّ بتشفي”.

 

لا تفوت منشورًا!

اشترك مجانًا وكن أول من يتم إخباره بالتحديثات.