آخر الأخبار
- الرئيس عون لبراك: رسالة من الجنوب إلى واشنطن … ومفتاح الإصلاح يبدأ من التلال الخمس
- مغادرة بلا غرامات ولا عوائق: الأمن العام يُسهّل سفر من انتهت إقامتهم عبر مطار بيروت
- تحرّك مرتقب في بيروت … الأمن العام يغيّر موقعه!
- اليوم الرابع من النار: إسرائيل تقصف قلب طهران وإيران تضرب تل أبيب … وسط تحذيرات دولية من حرب شاملة
- تصعيد ناري بين إيران وإسرائيل … مئات القتلى وغارات متبادلة
- ليلة النار في طهران … غارات اسرائيلية وأسماء بارزة بين الركام
- غارات اسرائيلية على جنوب لبنان …
- توقيف امين سلام! … لماذا؟!
- خروج الإمارات ودخول لبنان … الاتحاد الأوروبي يغيّر القائمة السوداء
- لبنان والأردن يعززان التعاون الاستراتيجي: قمة تاريخية تعزز الأمن والسلام والتنمية المشتركة
كتب داني حداد في موقع mtv:
لا توتّر الأحداث الكبيرة سمير جعجع. هو اعتاد على التعامل معها، منذ قرّر مغادرة شارع زعتر في عين الرمانة، حين سُمع نفير الحرب، مروراً بما مرّ به من صراعاتٍ ومواجهات، في السياسة والأمن، بالبزّة العسكريّة أو بالبزّة الرسميّة مع ربطة العنق.
هو رسم صورةً جديدة، ولكنّه، حين “تحزّ المحزوزيّة”، يكرّر المقولة الشهيرة “وقت الخطر قوّات”.
تتأرجح مواقف سمير جعجع بين نظرتَين. غريبٌ أنّ هناك من يعتبر أنّها تكاد تتسبّب بحربٍ أهليّة. لم يتردّد رئيس جهازٍ أمني بوصفها كذلك، في مجلسٍ خاص. هو منح الوصف نفسه لكلام النائبة ستريدا جعجع من وزارة الداخليّة. وغريبٌ أيضاً أنّ هناك من يعتبر أنّ سقف مواقفه أدنى ممّا تحتاجه المرحلة، وقد وصلت أصواتٌ معترضة الى معراب، بعد جنازة الراحل باسكال سليمان، تقول بصراحة إنّ “خطاب الحكيم ما كان عالي السقف”.
لافتٌ هذا التباين في النظرة الى مواقف جعجع. هو، كما تؤكد المعطيات ومصادر “القوّات”، لا يريد حرباً ولا يراهن على انقلابٍ ولا يسعى الى تفجيرٍ أمني. تُبنى الاتّهامات التي توجّه إليه في هذا الإطار على نسخة الحرب من جعجع، وهذه دُفنت، وما من أدلّةٍ اليوم على رغبة لديه باستيلادها من جديد. هو يراهن، في أقصى حدّ، على تغييرٍ في موازين القوى يؤدّي الى تراجع نفوذ حزب الله.
لا بل أنّ جعجع، وإن كان صلباً في الشكل، قدّم تسهيلات كثيرة قد تبلغ، بالنسبة الى كثيرين، درجة التنازلات.
هو لم يترشّح الى الانتخابات الرئاسيّة. هذا التنازل الأول. أتبعه بتنازلٍ آخر هو ترشيح النائب ميشال معوض. ثمّ تنازل ثالث وأكبر عبر دعم ترشيح جهاد أزعور. كما أنّ جعجع لم يقفل الباب أمام تسوية على مرشّح آخر. وفاجأ كثيرين بتسهيل مبادرة تكتل الاعتدال الوطني الرئاسيّة، وإن ظلّ رافضاً لجلسات الحوار التقليديّة، برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
في مقابل هذه “التنازلات”، إن صحّت تسميتها كذلك، لم يقدّم حزب الله، ومعه شريكه الشيعي، تنازلاً واحداً وبقي مصرّاً على دعم ترشيح سليمان فرنجيّة، وفي ذلك إقفال لباب الاستحقاق الرئاسي.
إلا أنّ جعجع، الذي يؤخذ عليه أنّه بات أسير مبادئه، ظلّ واقفاً في موقعه، بينما توزّع حلفاؤه السابقون بين متراخٍ ومتخاذل، ومن وضع رجلاً هنا وأخرى هناك، حتى يكاد يصبح الساكن في معراب من دون حلفاء، وهو عامل يعيق استفادته من صعوده الشعبي في الشارع المسيحي ويشوّه صورةً صنعها بنجاح في الشارعَين السنّي والدرزي. علماً أنّ إعادة تعزيز موقعه داخل الطائفة السنيّة تصطدم بحال الطائفة التي تشهد تشرذماً.
يبقى أنّ ترجمة “وقت الخطر قوّات” الى فعلٍ لن تحصل، بالتأكيد، عسكريّاً، بل عبر صلابة في المواقف، ورفضٍ للتسويات التي تفتقد الى أفقٍ وضمانات. تعلّم سمير جعجع من تجارب السنوات الأخيرة. التسويات غالباً ما تنتهي بخيبات.