آخر الأخبار
- أدرعي ينشر مجموعة صور عبر “إكس” للمقاتلات الإسرائيلية أثناء تشييع الشهيدين السيدين نصرالله وصفي الدين فوق بيروت
- الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة
- تحويل السير على طريق ضهر البيدر، حصرًا، باتجاه البقاع اعتبارًا من بعد ظهر اليوم
- انقطاع مياه الشرب بسبب الصقيع في عدد من مناطق لبنان
- تدابير سير لمناسبة تشييع الشهيدين سماحة السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين
- جمعية حركة بادر تكرّم النائب هنا جلول بحضور دبلوماسي ورسمي رفيع
- صحافية تتعرض للنشل وتصاب بجروح في مار مخايل
- مسؤولون سوريون وزوجاتهم متوارون في لبنان … وبحماية استثنائية
- وئام وهاب: العهد سيحقق تقدّمًا في ملفي الكهرباء والودائع
- خلاصة المعابر المقررة ليوم التشييع

كتب نديم بيضون في موقع بيروت٢٤
في ظل التحولات العالمية السريعة، وإعادة تشكيل موازين القوى الاقتصادية والسياسية، يبرز الخليط الحضاري والجغرافي بين بلاد الشام ودول الخليج كقوة كامنة لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل بعد. فعلى الرغم من التاريخ العريق، والموقع الاستراتيجي، والثروات البشرية والطبيعية، إلا أن هذه المنطقة لم تحقق بعد المكانة التي تستحقها على الساحة العالمية.
لكن ماذا لو تم توحيد الطاقات الاقتصادية، والبشرية، والتكنولوجية لدول بلاد الشام (لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين) مع دول الخليج العربي (السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، البحرين، وعُمان)، وتحويل هذا الخليط إلى قوة إقليمية متماسكة؟ هل يمكن أن تتفوق هذه الكتلة على أوروبا اقتصاديًا وسياسيًا؟
- موقع استراتيجي يفوق أهمية أوروبا
لطالما كانت أوروبا قوية بسبب موقعها الجغرافي الذي يربط الشرق بالغرب، ولكن بلاد الشام ودول الخليج تمتلك موقعًا أكثر تأثيرًا، حيث تعد بوابة آسيا إلى أوروبا وإفريقيا، وتمثل عقدة وصل بين القارات الثلاث.
دول الخليج: تتحكم في أهم الممرات البحرية العالمية، مثل مضيق هرمز وباب المندب، وتعد مركزًا رئيسيًا لصناعة الطاقة والنقل البحري.
بلاد الشام: تطل على البحر الأبيض المتوسط، وتحتوي على موانئ استراتيجية مثل مرفأ بيروت، ميناء طرابلس، العقبة، وحيفا، مما يجعلها محورًا للتجارة العالمية.
التكامل الجغرافي: إذا تم ربط موانئ الخليج بموانئ بلاد الشام عبر شبكات نقل ومواصلات حديثة، يمكن لهذه المنطقة أن تصبح المحور الأساسي للتجارة العالمية بدلًا من أوروبا.
- قوة بشرية شبابية أكثر ديناميكية من أوروبا
بينما تعاني أوروبا من الشيخوخة السكانية، فإن بلاد الشام ودول الخليج تتميز بمجتمع شاب ومتنامٍ، يمكن أن يكون محركًا اقتصاديًا وصناعيًا ضخمًا.
بلاد الشام: تمتلك قوة عاملة متعلمة ومؤهلة في مجالات التكنولوجيا، الهندسة، والطب، لكنها تعاني من ضعف الفرص الاقتصادية.
دول الخليج: تمتلك اقتصادًا قويًا، واستثمارات ضخمة، وفرص عمل متزايدة، لكنها بحاجة إلى المزيد من الكفاءات البشرية المحلية.
التكامل الاقتصادي = مستقبل أكثر قوة من أوروبا
إذا تم استغلال العقول البشرية في بلاد الشام داخل المشاريع الخليجية، وإنشاء منطقة اقتصادية موحدة، يمكن لهذه الكتلة أن تتحول إلى محرك اقتصادي عالمي يتفوق على أوروبا.
- اقتصاد متكامل وثروات غير مستغلة
تمتلك بلاد الشام ودول الخليج تنوعًا اقتصاديًا هائلًا، يمكن أن يجعلها مركز إنتاج عالمي، حيث تتفوق على أوروبا التي تعتمد بشكل أساسي على قطاع الخدمات والصناعة التقليدية.
دول الخليج: تمتلك أكبر احتياطات النفط والغاز في العالم، بالإضافة إلى استثمارات ضخمة في قطاعات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والصناعات الثقيلة.
بلاد الشام: تمتلك موارد طبيعية غنية، وقوة بشرية متعلمة، ومواقع استراتيجية، لكنها بحاجة إلى استثمارات كبيرة لإعادة بناء اقتصاداتها.
إذا تم تعزيز الاستثمارات الخليجية في البنية التحتية والصناعات في بلاد الشام، يمكن للمنطقة أن تصبح مركزًا صناعيًا وتكنولوجيًا عالميًا، مما يخلق اقتصادًا قويًا يتفوق على أوروبا المتراجعة اقتصاديًا.
- قوة ثقافية وتاريخية تنافس أوروبا
تستند قوة أوروبا إلى إرثها التاريخي والثقافي، لكن بلاد الشام ودول الخليج تمتلك إرثًا أقدم وأغنى، يشمل:
أقدم مدن العالم مثل دمشق، القدس، وبيروت، التي تحمل تاريخًا يمتد لآلاف السنين.
مدن خليجية حديثة ومتطورة أصبحت مراكز اقتصادية وثقافية عالمية، مثل دبي، الرياض، والدوحة.
تنوع ديني وثقافي يجعل هذه المنطقة نموذجًا عالميًا للتعايش والانفتاح.
مخزون سياحي لا مثيل له: من المعابد الرومانية في بعلبك، إلى ناطحات السحاب في دبي، والواحات الطبيعية في عُمان، مما يجعلها وجهة سياحية عالمية تتفوق على أوروبا.
- محور استراتيجي في الطاقة والتكنولوجيا
الغاز والنفط: دول الخليج تمتلك أكبر احتياطي للطاقة في العالم، مما يجعلها المورد الرئيسي للطاقة عالميًا.
الطاقة المتجددة: تستثمر السعودية والإمارات بشكل كبير في الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، مما يمكن أن يجعل المنطقة مركزًا عالميًا للطاقة النظيفة.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: إذا تم تعزيز الشراكة بين الجامعات الخليجية وشركات التكنولوجيا في بلاد الشام، يمكن إنشاء مراكز ابتكار تتفوق على أوروبا التي لا تزال تعتمد على أنظمة تعليمية تقليدية.
ما الذي ينقصنا؟ وكيف نتفوق على أوروبا؟
العائق الأكبر أمام نهضة بلاد الشام ودول الخليج ليس ضعف الموارد، بل غياب التكامل والتنسيق السياسي والاقتصادي. أوروبا لم تصبح قوية فقط لأنها غنية، بل لأنها أسست الاتحاد الأوروبي ووضعت استراتيجيات اقتصادية موحدة.
إذا استطاعت بلاد الشام ودول الخليج تجاوز الخلافات السياسية، وتأسيس تعاون اقتصادي وتكنولوجي حقيقي، يمكن أن تصبح هذه المنطقة خلال 20 عامًا أقوى اقتصاديًا من أوروبا.
خطوات لتحقيق التفوق على أوروبا
- إنشاء تحالف اقتصادي مشترك بين دول الخليج وبلاد الشام، على غرار الاتحاد الأوروبي، لخلق سوق موحدة.
- تعزيز التعاون التكنولوجي عبر استثمارات خليجية في شركات التكنولوجيا الناشئة في بلاد الشام.
- تطوير الصناعات المحلية من خلال إنشاء مناطق اقتصادية مشتركة ومناطق تصنيع متكاملة.
- إنشاء شبكة نقل ومواصلات موحدة تربط الموانئ الخليجية بموانئ بلاد الشام، لتعزيز التجارة الداخلية.
- الاستثمار في الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي لضمان استقلالية اقتصادية طويلة الأمد.
- تعزيز السياحة الدينية والثقافية من خلال مشاريع سياحية ضخمة تستقطب ملايين الزوار سنويًا.
خاتمة: هل نحن مستعدون لتحدي أوروبا؟
الفرصة أمامنا واضحة، والموارد متاحة، ولكن السؤال الحقيقي: هل لدينا الإرادة السياسية لتحقيق هذا الحلم؟
إذا استطعنا تجاوز العقبات الداخلية والعمل على مشروع اقتصادي استراتيجي مشترك، فإن بلاد الشام ودول الخليج يمكن أن تصبح القوة الاقتصادية والتكنولوجية الجديدة التي تتفوق على أوروبا خلال العقود القادمة.
نحن لا نفتقر إلى الإمكانيات، بل نفتقر إلى القرار والرؤية. فهل سنغتنم الفرصة؟